كنت
مصطفى بوغازي | الجزائر
متسلل أنا من ضوء
أو ظلام محتدم؟
كنت هلاما ،
بلا وجه ، أو جسد.
و لا ثغر مبتسم
وظل التيه يلبسني
اغتسل بصعق الشهب
لا أدري إن كان
بعضي او كلي
من هذا العدم ؟
شارد أنا ،
، لا شكل لي،
لا ظل ، لا أثر
حتى صرت إلى سماء
أمسح وجهها من الغمائم
امتشق قبسا
من جوف اللظى
و كانت روحي تتوهج
من لهب .
أنفخ زبر الحديد
في كف أبي ليطعم الردى
وكانت أمي
تثني خيوط الشموس
على زندها
وكنت من اسراء التيه
اهوي واقترب
الأرض معلقة في زرقة
سلالم النور ترتج
وتتعثر على مضض
الأفواه فاغرة ،
والعيون قناديل
من شعاع تمتص الريح
وتخبو بلا عتب.
لا حقائب معي ،
لا تذاكر للسفر
أمر بمواكب الشهداء
أتهجد خشوعا
أتنفس تنهيداتهم
وكان صراخهم
من يأس وفي غضب
تتسارع خيول كلماتي
مسرجة بالنور
وصهيلها يسكنه القلق
تأخر الغفاة عن المراكب
وكانوا ثقلها
ووقتها المترف بالظلام
وحمقها الذي نام فينا
بلا سبب.