فتح تفتش عن جماهيرها.. فرُدِّي الوفاء يا جماهيري

د.  سبأ جرار | فلسطين

لو عايش نزار قباني هذا الفجر الجديد، لعدل كما تجرأت أنا وفعلت ببيت شعره الذي خاطب به بلقيس حبه الأوحد، ولم تأت جرأتي إلا من  كثرة الشبه بين عشق نزار، وبين عشق الفلسطينيين لفتح …التي تسبب لحبيبها دوما الشوق واللوعة والقسوة والعطاء، ففتح شئتم أم أبيتم هي ست الدنيا، وكل المتناقضات والدلالات، فهي  الجامعة، وهي المتمردة هي الحنونة، وهي المتوائمة ، وهي أيضا ــ  وأستعير من القباني  ــ ست كل الدنيا .

وعلى الأغلب هي الشعبية التي تدخل في تكوين كل فلسطيني أخذه اليسار، أو اجتذبه اليمين، فهو في لحظة يصرخ  “أنا ابن فتح ما هتفت لغيرها” …..أو ما تغنيت بغيرها، أو ما زاحمت غيرها، لأن النقد والحب متساويان  في فلسطين، كلاهما يُعبران عن الوطن.

لن أستمر في التباهي في الكلمات بغية  التنصل من اللغط الذي سببه البعض لمقصد مقالي السابق، والذي لم يكن سوى ليسلط الضوء على مسؤولية شخص اعتبرناه لوقت قائدا منا، ولكن ورغم كل الاعتبارات تناغم مع الخيارات، ولم يكن المقال سوى سؤال غاضب حول حجم الوطن الحقيقي الذي يجب أن تذوب بها الخلافات  وأن لا يظهر أيًّا كان  تاريخه سوى المسؤولية والانتماء والامتثال للثورة، وإن كان هناك لبس فأنا أعتذر للغة العربية التي خدعتني بجمال كلماتها فأوقعتني بشرك لم أُرده أبدا.

لذا أعود لما بدأت به، ولأنني تعلمت بعد الأمس أن لا أكتب للنخب وبارعي اللغة،  ولكن سأكتب اليوم وكل يوم من نبض الشارع، و همَّ البسطاء، وفرحة الناس بما هو قادم ، وستكون بدايتي كما كانت قبل عقود من الآية الكريمة “إنا فتحنا لك فتحا مبينا “

هكذا عرفنا فتح، وربطناها بكلمات من عز وجل جلاله، وفاقت قدرته كل ظلم وظالم، وستخبركم نهاية المقالة مقصدي.

إن الشارع الفلسطيني اليوم وكما يصنفه كل العقلاء وفي موضوع الانتخابات تحديدا منقسم لفئتين :- الأولى من عاصروا انتخابات 2006 وكان ما كان فيها من ديمقراطية خادعة، وغضب مبرمج وأخطاء كان ثمنها غاليا، والفئة الأخرى  المتولدين من رحم الثورة   ثورة الوطن والتغيير والانفتاح والتمرد على كل شيء حتى على بعض أدوات المقاومة، لكنهم متمسكون بحقهم بتجربة الحياة وعنوانهم صوتهم الذي بدأ قويا عاليا متمردا ولا يستوعب، أن يكون خافتا، فهم فئة التواقين للانتخاب لأول مرة.

وهنا تقف فتح متباهية بكل التاريخ والانتصارات، معترفة بكل الهفوات، واعدة بكل الأمل، أنها طريق التغيير والتجديد وأنها أصالة القيم والمبادئ، فهي من رحم أمة آمنت بفلسطين وفلسطين فقط، وهي من رحم أمة استطاعت أن تمارس الدين كأننا نموت غدا وتمارس الحياة كأننا نعيش أبدا، فهي الانفتاح المتأقلم مع القواعد، وهي الاعتدال والوسطية ولن تكون أبدا الانغلاق والتطرف في أي درب من دروب المساواة والحياة .

لذلك يجب أن تكون خيار كلا الفئتين، ويجب أن تكون أم البدايات وأم النهايات لأنها الابنة البكر لفلسطين، والأم الحنون لكل القادة، والأخت الكبرى لكل الفصائل، لذا فهي لها الغلبة والرفعة والاختيار لأنها أم الغلابة.

ولكي يكون يوم 22/5 او أي تاريخ سيكون، يوم الحرية والاختيار لا يوم الإقصاء والأخطاء، لتكون فتح فينا كما نحن فيها، ولنغلب الوطن على الجهل والمصالح الضيقة والأخطاء القاتلة، ولندرك أن لعبة الأمم هي الانتخابات والخيارات وأن ضعف الأمم الجهل والاقصاء.

لتقف الكلمات تباعا لتقول  وتعبر عنها: أنا من أطلقت الرصاص، وأنا من عمدت الشهداء، وأنا من أتقنت  الوجود والبقاء، فكونوا أوفياء و ردوا التحية.

لأن فتح تبحث عن حبيبتها فينا،  ليكون ذلك اليوم يجب ما سبقه من خلافات وانقسامات، ويحقق فيه الأمل بالوطن الذي نستحق، وطن الانفتاح والديمقراطية وطن الكرامة والحرية، نحققه ونصنعه معا بمسؤولية واندفاع نحو حقنا بالاختيار وحقنا عليكم بالخيار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى