سيدة الماء
عبير محمد (يمامة النيل) – مصر
(1)
لو باح الشوق
بسر آهاته لأمواج الشطآن
لعزف الصبر على هدير الأمل
سمفونية نزف الجراح
بربك قولي لي
كيف أمتطي صهوة الوقت
كي لا تتشربني صحراء قلبي
وهل لي من ارتواء؟!
يا سيدة الماء
يا سماوات تنبض بالحب
من يسقي هذه الروح أمطار الحياة
فتنعم شفاه القلب بالهدوء من بعدك
قد لا تأتي السماء بنبوءات الماء وقد لا أراك
بعد الآن ولا أسمع أنفاسك
أنا المحرومة من دفء الكون
بتلك القسوة وعتمة الوهم
منذ شهقات الحياة الأولى
ما زلت تلك الغارقة
أراقب عيون الليل بأنين روحي
وزفرات آهاتي الطويلة
التي يهتز لها وتر اللهفة
فتحنو على حسرات حزني
وهو ينثر بحة شجني بجواهر صدقي
ما زلت أتلمس بنفسج عبيرك في كل غفوة
وطيفك يلازم جفن شوقي
فأعيك بكل حواسي
سآتيك لأضع بين عينيك أشعاري
وأغمس عطرك في أحباري
فمن يديك تمتشق الروح سر السحاب
لتعود محمومة بروح الخلود
يا ابنتي قبل أمي
غدا سنرحل فانتظريني
قاب شوق أو أدنى من نوافذ حلمنا
لنخيط ستائر المسافة
على مساحات البياض
يـا أنـتِ كم من روح
عليّ أن أرمم ظلها فيّ
وصفصافة نبضي يربكها
آخر ما تبقى منك فيّ
في جذور الأبد
تحت سقف السماء
أقبلي ولا تدبري
فإني نثرت ترابي على
أرصفة العطش
لتمشي بقايا النور
حافية العروق
عند نوافذ الله
فأغرق بك و أتنفسك يا قرة العين
عند كل فصول الضوء
يا طفلة من بياض الغيم
في فردوس الخلود.