ومضات الصاحب الباهرة في حضرة المتميزين والعباهرة (43)

محمد زحايكة | فلسطين

 

عزيز العصا.. كاتب متألق ومتجدد ومثقف من الوزن الثقيل

بداية الصاحب مع الكاتب والمثقف الألمعي عزيز العصا كانت من خلال قراءة مقالاته التحليلية والسياسية حيث كان لها وقع الهوى في نفس الصاحب كونها تتفق مع رؤاه الفكرية والسياسية وتدغدغ عواطفه القومية خصوصا في مرحلة التأمر الكبير على العراق – أرض السواد وتدميره بحجة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل التي تبين أنها أكذوبة خسيسة ومريعة .

ومن هنا راح الصاحب يتسقط أخبار هذا الكاتب المتمكن ويتابع منشوراته وكتاباته  بنهم وشغف  في جريدة القدس أساسا، خاصة وأنه يمتلك حجة قوية ومعلومات موثقة يوظفها في سرده الكتابي المشوق والمحبب.  كما لاحظ الصاحب أنه إلى جانب قدرته على التحليل، امتلاكه لناصية النقد الأدبي والقراءة التحليلية المعمقة على أسس علمية ومهنية لأي منتج ثقافي يتناوله بالسرد والتحليل والكشف عن مكنوناته بحيث يضفي على جوهر هذا المنتج الثقافي رونقا وألقا خاصا   .

لم يسعد الحظ الصاحب بلقاء الكاتب المتمرس عزيز العصا إلا مرات قليلة وفي مناسبات عابرة في القدس الحزينة، إلا أنها كانت كافية كي يبلور الصاحب موقفا إيجابيا تجاه هذه الطاقة الفكرية والثقافية الخلاقة واللماحة التي تثري الحياة الأدبية والثقافية الفلسطينية وتجعل لها هالة من الاحترام والنور المشع والحضور الطاغي .

كما يمكن ملاحظة اهتمام العصا الواضح والجلي بالشأن الثقافي العام المحلي والعربي بل والدولي أحيانا وغيرته عليه وعمله بدأب وجهد متتابع ورصين، لرسم صورة زاهية بملامح مشرقة تعكس المشهد الحضاري والثقافي والأخلاقي لشعبنا الضاربة جذوره في أعماق الأرض

ومن خلال متابعة كتابات واسهامات الكاتب عزيز العصا يدرك المهتم مدى ثقافته وسعة اطلاعه، والأهم كيف يقدم مخزونه الفكري والإبداعي بأسلوب رشيق ساحر  يأخذ بتلابيب القارئ  حتى نهاية السطر  ويحلق به في سماء عالية من المتعة الفكرية والنشوة  الأدبية والشعور بحالة من الزهو والإثارة الجميلة  والارتواء من معينه الفياض .

والصاحب قد لا يستطيع الحكم المباشر على شخصية الكاتب المبدع عزيز العصا من نواحي شخصية وذاتية لعدم احتكاكه المباشر معه، إلا أن روح الكاتب الجميلة تتبدى ولا شك في كتاباته وإبداعاته وقدرته على تشخيص المشهد الثقافي الفلسطيني وإثرائه بكل ما هو مفيد وجديد وكأننا أمام مثقف شامخ عنيد يمتلك أدوات الحراك الثقافي العالي ويحركها بكل اقتدار وعنفوان .

عزيز العصا من وجهة نظر الصاحب هو من الكتاب الألمعيين الأفذاذ الذين صعدوا إلى الأعلى كالصاروخ وفي فترة قياسية وشكل إضافة نوعية للحركة الثقافية الفلسطينية، لدرجة، ولا أبالغ إذا قلت انه بث فيها روحا مختلفة وقدرة على الجدل والتضاد ولكن بأخلاق الفرسان ومفهوم الفروسية الأصيل  .

كاتب متجدد، باحث عن الحقيقة ونهم وجاد لسبر أغوارها وللوصول إلى مغاليقها، ولو كانت في عين الأسد أو في فم السبع كما يقال. كاتب مجتهد متمرس مواكب لكل ما هو جديد ومثير ومتميز، لا يركن إلى الدعة والكسل وإنما يشمر عن سواعد قلمه البتار ويقدح زناد عقله، ليقدم لنا كل مشتهى من ألوان الثقافة التي هي في الأول والآخر متعة الحياة الكبرى .

كل الصحة والسعادة لهذا القلم الشامخ المتدفق بغزارة الذي يسهم في جعل وجودنا  وحياتنا لها معنى وهدف وغاية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى