أعظم ما أنجزه أبي اختياره لآمي
د. حنا عيسى-فلسطين
سمعت مرة الحوار الآتي ما بين زنجي صغير وأمه .. الصغير:
(لماذا نحن سود يا أمي؟
الأم : لأننا في حداد يا بني .
الصغير : وعلى من نحن في حداد يا أماه؟
الأم : على إخوانك البيض يا بني .
الصغير : ومتى ننزع الحداد يا أماه ؟
الأم : يوم تسود وجوههم خجلاً منا وتبيض وجوهنا عطفاً عليهم.
..لذا، قد يدير الأب ظهره لطفله، وقد يصبح الأخوة والأخوات أعداء، وقد يترك الأزواج زوجاتهم، ويتركن الزوجات أزواجهم، وقد يخيب ظنك العالم بأجمعه، لكن حُب الأم يدوم للأبد).
“رأيت بعيني وجع الولادة فشعرت أن من الظلم أن لا ينسب الأطفال إلى الأم .. لا أدري كيف اغتصب الرجل حق نسبة المولود لنفسه”
مهما كانت الأم فقيرة فإنها لا تحرم ابنها الثياب الدافئة.. لأن، الأم إحساس ظريف، وهمس لطيف، وشعور نازف بدمع جارف.. الأم تبقى كما هي، في حياتها وبعد موتها، وفي صغرها وكبرها، فهي عطر يفوح شذاه، وعبير يسمو في علا، وزهر يشمّ رائحته الأبناء، وأريج يتلألأ في وجوه الآباء، ودفء وحنان وجمال وأمان، ومحبّة ومودّة، رحمة وأفة، أعجوبة ومدرسة، شخصيّة ذات قيم ومبادئ، وعلو وهمم .. الأم صفاء القلب، ونقاء السريرة، ووفاء وولاء، حنان وإحسان، تسلية وتأسية، وغياث المكروب ونجدة المنكوب، وعاطفة الرجال، ومدار الوجدان وحينما أنحني لأقبل يديكِ، وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك، وأستجدي نظرات الرضا من عينيكِ حينها فقط أشعر باكتمال رجولتي.. فعلى ركبتي الأم ينشأ أبناء الوطن. وأعشق عمري لأنّي إذا متُ أخجل من دمع أمّي .. أمي أنت يا ملاكي..لأنها ، تلك الوحيدة هي الجميع هي الحياة بأكملها، أمي .. نعم، أمي هي الوحيدة التي لن تهجرني ولن تغتابني ولن تكون بوجهين وستدعو لي حينما لا أكون علي قيد الحياة .. الأم، مسكن فى بردك، مطعم في جوعك، بلسم في وجعك، مستشفى في مرضك، حفلة فى فرحك، منبهك لو نمت، تدعيلك لو غبت .. لا أحد يشبهك يا أمي ، فأنت قمري فى عتمة الليالي ، ونور شمسي في صباحاتي، بك أحيا، وعلي يديك تعلمت معني الحب غير المشروط .. السلام على أمي أول الأوطان وأخر المنافي.