وللشعر في يومه..بدعة ممكنة

أحمد بن هلال العبري | سلطنة عمان

-1-
وماذا أقول
إذا الشعر أقبل
في نزفه الآدمي
كمثل السحاب الذي
قاب قوسين
من أحرفي
إذ الشعر
تورق أغصانه بالأسى
وتبتل أثوابه بالردى
وترفع أعلامه للمدى
وما زلت
يا شاعر اليوم
ترقى السلالم
في بؤسه العالمي
-2-
أرى خلف هذي الحقول حقولا
فما كل ما لا يرى لا يرى
إذا القلب رام الوصولا
وأمطر في خلوتيه السيولا
وأشعل في ثوبه
ألف نجم ونجمه
وآنس في دربه
خير نسمه
تمر على الورد حينا
وحينا تواسي العليلا
سأهبط من آخر الشعر حرفاً رسولا

-3-
أسائل
شطآن بحري
عن الغيم حينا
وحينا ترتلني الأسئلة
– لماذا السنابل
حين يفاجئها الغيم صبحًا
يطول بها اليوم
تزداد – رغم
الذي والذي-
سنبله؟!
– وهل
حين يقترب الظل
غير انتصاف النهار؟!
– وهل
حين ينتصف العام
في دول العالم العربي
وما اشتك في رمحه الاستوائي
سوى الانصهار؟!
– وهل من سوى
الراسخين
مع الراسخات
ستمطر قمحا وتينا
– وهل في سوى
العابرين الحدود
التي أنبت القهر
بعض رباها
وبعض الربى ميتة
– وهل في سواها
نُشكل هذا الجنينا؟!
ليبزغ فينا النهار
-4-
– نهارك
يا أيها الشعر
نبض تأرجح
بين الشرايين
والأوردة
يلملم منى بقايا الصباح
الصباح الذي
الذي كلما كنته
فرَّ مني……..
– صباحك
يا أيها الشعر
هل في خباياه
معنى التشظي؟
وهل سيرمم جدرانه
في صباح انهيار؟
– نهارك
يا أيها الشعر
يخلي الديار
ويبحر
حيث تشير
له البوصله
-5-
– هناك قصيا
أرى اليوم ما لا ترون
أرى الشعر
طي السنابل
حين القطاف
أرى…..
منجل الصيف
بضع حمام
وسرب النوارس
يأكلها الانتظار
وحين تموت السنابل
سنبلة سنبلة
يطير مع الشعر بعض الغبار
– أرى الشعر
في منحدرات الحياة
كبعض الفتات
ولكنني
حين يقترب
الليل
من خلوتي
سأراه بعيدا
بعيدا عن المدخنة

– أرى الشعر
في النحل
بين البيوت
التي أفنت العمر فيها
ولكن بغمضة عين
نبيع المصفى
بأبخس سعر
وفيه بقية شعر
لباقي السنة

– أرى الشعر
حينا
خليطا من الحب
شيئا من الوحي والتوهان
من الاتزان
وإمرأة مؤمنة
– أرى الشعر
ما قد تبقى
من العالم الأولِ
بقية صيف وليس كصيفي
بقية عطر وليس كعطري
بقية بوح الفؤاد
بحب قديم
أراه خفيا
إذا انشرح الصدر بالمئذنة
– أرى الشعر
لجة بلقيس
ما ظلّ من دم يوسف
في الجب
أخرجه
كلما الشعر
ضاق
من الهيمنة
– أراه وليس يراني
يراني ولست أراه
لأنا حللنا سويا
على الأمكنة
على الأزمنة
فيومك يا أيها الشعر يومي
كلانا به
بدعة ممكنة

°°°°
كتب قبل ٢٠٠٨ إعادة النشر في ٢١ مارس ٢٠٢١م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى