شُركاء
م. سعاد محمد | سوريا
للشّوكِ وجهةُ نظرٍ أخرى منافيةٌ للوردِ
تعفُّ عن ذكرِها الأهداب
من قالَ إنَّ الماءَ لا يطعنُهُ ماء؟!
تتدرّبُ فينا الصّحارى منذُ الهبوطِ الأوّلِ؛
والغرابِ الأوّلِ؛
والدّمِ المغشوشِ على شفةِ ذاكَ الجبِّ الشّهير
فلنقرَّ,إذاً,
بأنَّ عطشَنا البذيءَ هو بستانيُّ أرواحِنا!
فاللّيلُ يقلعُ من سهولِه النّجومَ لأنّها تعكّرُ صفاءَه!
ترجّنا الانبعاثاتُ..
و بقدسيّةِ الطّلْقِ نحجُّ من عتمتِنا إلى سطوعِنا
نعتنقُ وعورةَ الصّعودِ؛ لنعانقَ طائرَنا الحرّ
لكنْ؛ عندَ أوّلِ مبارزةٍ مع البرد..
نطلبُ اللّجوءَ إلى السّفوحِ الرّجيمة!
يا صديقي:
القممُ مُكلفةٌ..
مهرُها أكثرُ مما فُطمنا عليه من أجنحة!
فلنهدِ طلقةَ الرّحمةِ لشعاراتِنا الجريحة
و لنحتفلْ بسماحةِ آلهتِنا الرّماديّةِ
لمْ يعدْ بنا دربٌ يجرؤُ على الفطرةِ الشّريفة
فلتعوِ الغاباتُ عزلتَها البعيدة!
يا حزنُ..
يا نصلَ الغيمِ في بطانةِ العينِ
أمّنا فكرةٌ, تحملُ في رحمها نعشَها
تارةً تلدُ ذئباً وأخرى نعجة!
وأبونا الأمسُ,تركَ لنا على الرّملِ دروسَه
فكيفَ ستتعرّفُ علينا أسماؤنا؛
لتورثَنا معانيها؟!
لنْ أتّهمَ الفرحَ بالحصرمِ..
لكنّي أشهدُ أنَّ بؤبؤَ عيوننا بئرُ أكاذيب!
لنلمَّ شملَ ندوبنا الباهرة:
هاتِ ,يا صديقي, نرجسيّتَكَ عن نصبِ الرّجولةِ الدّارجة
لأصبَّ عليها أنوثتي المُرّة
ولنشربْ نخبَ صبا الضّوءِ المغدور
حتّى تنعتقَ أيدينا
وتقتلَ البريءَ فينا!
إنّنا من أمّةٍ ترفّهُ الهزيمةَ وتغنّجُها ( بالصّمود)!
كلّنا يا صديقي..
كلُّنا شركاءُ في هذا الخراب!