إجرام محمي
إيمان عبد الحفيظ الزغل | فلسطين
أتراكَ ذقت من مرارة الأيام أو أصابتك سهام من دياجي الأقدار كمن قيل له أنه لا يشبه ذاته؟ فتبدلت الأراضين من تحت قدميه والتفت قدماه متقوقعاً على صليِّ الفؤاد، وسقط مغشياً بالخيبة ملتفحاً بنار الغربة، وبعرقلة الخطى قام ينثر الماء على طيات الوجع، علّها تطفئ شرارة أوقدوها بالكذب وزركشوها بالمحبة وبطنوها بخبث النوايا، وغدا يهرول نحو المرآة يتحسس تفاصيل حُسنه، ويقلب الصور بأنامل من الأمل باحثاً عن كينونته، فيسأل المارة وعبرة الطريق، يفتش في غياهب الوجود، فلا يجد إلا أنّهم استنزفوا الشعور، وأصابوا بواطن الألم.
لم يكن يوماً الدم فقط دليل الإدانة، فأين القضاة من مجرمي الحرف أولئك الذين يَستَلون ألسنتهم ليهمشوا بالغمز واللمز غيرهم، أين أنتم من الذين لونوا سرائرهم بالخبث وبتروا الأرواح عن تفاؤلها، وقاموا يتبخترون بأثواب الفضيلة؟!.