بريق السراب
عزيز فهمي | كندا
ألوذ بخيمة غرستُ أوتادها
في خاصرة الريح
أغازل ظل نورس على الموج
للزبد أقود سرب أسئلتي
للرمل أعترف بإيماني
أصلي للذكريات المحنطة في جمجمتي
ألون بالبياض صمتي
فلا مفر أمامي
لا رجعة يأذنُ لي بها فراغي
أُحصي أصابعي كي أقبض
على ما مر بينها من عمري
وأضحك
حين أتذكر دروس التاريخ
تحدثني عن غابر الأزمان
عن الوندال
عن الرومان
وعن أندلس وما حبلت من جنان
لا تحدثني عن سغب القمح
عن عري المدن وأنين الأرصفة
عن بكاء القرى في ثغاء الماشية
وعن حداد الشجر على الظلال
أصيح في صورتي:
لن أرتديك وجها لي
لن أكونك
فالمرايا تزني مع كل الوجوه
لا تفي لنظرة بريئة
حطَّتْ فرحتَها على مبسم ناي
كعصفورة بنت عشها
على كتف سفرجلة
كي تغرد للفجر
لم تر الأفاعي من تحتها
وهبت دعاءها للظلام
لا صباح تبشر به الشمس
خارج خيمة من الخيبات
فيا ريح
يا لغة الفراغ
ونواح الهواء
بعثري نُشوئي
نشوتي
ظلي
وأملي
فأشرعتي شِباكُ صيد مثقوبة
وصيدي في هذا العبث
هباء