يموت وماله
بقلم: د. إلهام الدسوقي | مصر
اللوحة: للرسام المصري محمود مدني
في لحظة مؤثرة دار فيها حوار بين أب وابنه الذي هرب من قريتهم في الصعيد وتزوج وأنجب دون موافقة الأب
مين انت؟ انا معرفش ولا عاوز اعرف
– انا محمد يا بوي ابنك ومنك
ابني مات ودفنته يوم مهرب ورفض يأخذ تار عمه
– يا بوي كفاية حرام عليك وهنأخد ايه من جتل الناس
يموتوا كل واحد بياخد نصيبه
– يموت بأيد ربنا مش بأيدي يا بوي، ربنا ميرضاش بالظلم ولا جتل بريء
متموت انت كمان أحسن مالبس طرحة بسببك
-حقك عليا يا بوي بس ماغضبش ربنا واعمل كبيرة من الكبائرعلشان الناس تسبني في حالي.
لا مسامح ابداً، بعد مهربت واتجوزت من ورانا كلتنا
– مش نفسك تشوف ولاد ابنك وتلعب معاهم
يموتوا معاه ولا الناس تأكل وشي
– سامحني يا بوي انا نفسيتي تعبانة وعاوزك راضي، انت وحشتني ونفسي احس ايدك تطبطب عليا
والتار يا ولدي
– مجبناش ورا الا التار وكل يوم يموت واحد ماله ذنب يا بوي
إلى يموت يموت، بس ما اوطيش قدام الناس
– شايف الدموع في عنيك يا بوي، بالله عليك تسامحني
واعاود البلد ازاي يا ولدي، ولو عدت مش هاخدك معاي
موافق يا بوي بس تسامح وتنسى الدم- والاربعة إلى راحوا من عيلتنا في خد وهات بلا سبب
تعالى في حضني يا ولدي والله بتقطع عليك، ومجدرش اعيش من غيرك
– حبيبي يا احن اب مليش غيرك متبكيش انا فداك
ولادك كبروا يا محمد ومعرفهمش
– نفسهم يشوفوا جدهم ويلعبوا معاه
خلاص يا ولدي سمحتك وهاخدك معايا البلد
– دا يوم الهنا لما عيلتنا يتلم شملها من غير دم وتار
بس كلام الناس يا ولدي
– لا بيقدم ولا يأخر يا بوي
عن مأساة أهل الصعيد اتحدث…..