ميثاق فلسطين
حسام أبو الريش | مصر
أسلاك شائكة
تلتهم قدم طفل يمسك بغصن زيتون،
فيصرخ بوجه إخوته،
أغيثوني كدت أن أفقد قدمي،
يقف الإخوة خلف السياج،
ويلقون التحية على من وضع الأسلاك الشائكة،
لينظروا إلى الأخ الأصغر
ويلقون على قدميه اللوم،
لأنها تعثرت بالأسلاك الشائكة،
فهذا نحن وتلك فلسطين..
(ف)
فتنسى عنوان بيتك،
وتجهل ضواحي مدينتك،
وتضع أصابعك في أذنيك،
وتغلق عينك حين يحدثك
الضمير عن الهوية،
الخزي هو هويتك الآن..
(ل)
لنقلد النعام إذا ذُكرت صكوك الحرية،
ونقتل من ينطق ويوقظنا من سُبات العار،
تبقى أن نبيع أبنائنا ونحن نضع أيدينا
في أيدي البائع ونضحك بداعي التحضر..
(س)
سيدّعون الشرف ويبكون على الحوائط،
هم يكتبون بالدموع أن لهم الحق
في البكاء بأرضك وأن الجد الأكبر
نائم تحت مسجدك،
سيلقمون كل من قال أرضي ببعض
الدولارات في فمه فيعجز عن الحديث مجددا..
(ط)
طيور تسبح في الفضاء،
تتنفس الحرية وتعرف
أن لا أحد يستطيع أن يعكر
صفو مِزاجها في السماء،
ولكن مخترع مجانيق الصيد
كان له رأي آخر،
صوب في منتصف أعينهم الزرقاء،
ليطغى على السماء لونها الأزرق..
(ي)
يافا حيفا عكا،
طلاسم ينبغي أن تحفر على أيدينا،
حتى لا يهدمهم النسيان ولنتذكر بكل
صباح أنها جزء من أنقاض بيتنا..
(ن)
نسوا يوسف وتركوه في الجُب وحيداً،
وندموا بعدما رأوه ملكاً،
راية الحق وإن دفنت قرون،
ستزين السماء يوما ما..
فهذا نحن وتلك فلسطين…