رَجْعُ القَصَائِدِ.. في يوم الشعر إهداء لأهل عالم الثقافة

طارق المأمون | السودان

رجْـــعُ القـــصـائـدِ في فـؤادِ المُـغْرمِ

يــُبـقـيـه رهــــنَ تــوجـُّـسٍٍ وتـَـوهـمِ

|||

رَنَّــاتــهـا قـد أعــمــَلـتْ فــي روعِــهِ

طـَـعْــنَ الرمــاحِ وَ نَافِذَاتِ الأسْـهُـمِ

|||

مَا مَــــادَتِ الـكَلِــمَــاتُ إلا خِــلــْتـــُهُ

يــَـهْـوِي إلـــى وَادٍ سَــحِـيـقٍ مُـظـلِمِ

|||

لَــيْـتَ الـقَـصِــيـدَ وَ قَـدْ تَـتَـالَى نَـَقْرُهُ

ذَاقَ الــــغَـــرَامَ بِـــقَـــلْــبِـــهِ لا بِالفَمِ

|||

يَـَـسـْتَجْلِـبُ الآهـاتِ مِنْ جَـمْـرِ النَّوَى

يــُـصْـلِـي بِـهـا قَـلْـبَ العَميدِ المُرْغَـمِ

|||

مَـــا ذَنْــبُ آيـَـــات الـبَـيَـانِ إذا جَرَى

دَمْــعٌ هَــتُــونٌ مِــنْ شَـفِـيـفٍ مُـفـْعَمِ

|||

دَمْـــعٌ تــَـعــَـــوَّدَ أنْ يَـــسُـــحَّ كَــأنَّــهُ

ثُـقْـبُ الــوِكَاءِ يَـسُــحُّ في ثَغْـرٍ ظَمِي

|||

مَــا حـَـاجـَـةُ العُشـّـاقِ للّحْنِ الشّجِيْ

إنّ الــــدُمُـــوعَ لَــدَيْــهِــمُ نهْرٌ طَمِي

|||

قُــلْ لِلْـقَــصَـائِـدِ هَيْعَلَى لَـحْـنِ العُلا

تــُـزْكـِـيــهِ مِنْ رُوحِ الشَّهـِيـدِ المُلْهِمِ

|||

هَـيّـا اسْـتـَبِـدِّي فِـي سَوَاعِــدِ عَـامِـلٍ

صَـاغَ الـنَّـشِـيـدَ سَـبَـائِـكَـاً لَـمْ تُـنْـظَـمِ

|||

رُدِّي إلَــــى الـثُّـوَارِ صَــوْتَ خُـلُـودِهِمْ

فَـــوْقَ الـمَـعَـالِــي فِي السِّماكِ الاْعْظَمِ

|||

إهْـــدِي إلَـى عَـقْـلِ الــمُـفَكـِّـرِ سِـحْـرَهُ

حَـتَــى يَـجُـوبَ مَـجـَاهـِـلاً لَـمْ تـُعْـلَمِ

|||

إسـْـتـَــنْــطِـقِـي نُـونَ الـيَـرَاعِ لَـعَـلَّـهَا

تَــــلْـقَـــَى عَــلِــيــمَـاً قَــاصِدَاً لِلْأعْلَمِ

|||

كُــــونِي حَــنَـانَ الأُمِّ فـِـي مـهْـدِ الصِبا

يـَـمْـشِـي الـهُـَوَيـْنَى في شَرَايِـيْـنِ الدّمِ

|||

إنْ تـَـمْـسَـحِـي عَـرَقَ الـمـُجِـدِّ لِــغَــايَةٍ

مُــدِّيــهِ مــنْ نـَبــعِ الـنَّـجَـاحِ الأخْضَمِ

|||

هَـلّا رَحِــمْـتِ وَجِـيـبَ قَـلْـبٍ عَــاشِـقٍ

غَـــامَـــــتْ رؤاهُ فــكُـلُّـنا ذاكَ الـعَـمِي

|||

يَــــا شـَــاعِـــراً قَـــدْ حَـــرَّكـتْ أوتارَهُ

مِــنــحٌ تَــجِــيءُ مِـنَ الـفَـضَاءِ المُبْهَمِ

|||

تــُزْجِــي رَحِيــقَ السِّحْرِ بَيْنَ سُطُورِهَا

صِــدْقَ الـــشُــعُــورِ وَ نــشْوَةَ المُـتَرَنِّمِ

|||

جِــنِــيَــةٌ مِــنْ عَـبْـقَـرٍ سَـكَـبـَتْ عَلَـى

خمْـرٍ الـقَـصِـيـدِ مـُعـتـّقـاً كـالـطَـلْـسَمِ

|||

لَــمْ تـُبْـقِ لِلــشُّــعَـرَاءِ رَشْـفَـةَ ظَـامِــئٍ

(هَـلْ غَـــادَرَ الــشُّـعَـرَاءُ مِنْ مُــتَـرَدِّمِ)

|||

أُهْــدِي إلَــيْهَــا مَــا نـَظـْمـتُ فـإنّ لِي

نـَـبْـضاً مِــنَ الـشُّــعَــرَاءِ قَــبْلَ تَكَلُّمِي

|||

الشِّـعْــرُ لَــيْـسَ هِــوَايــةً عِـنْـدي وَ لَا

هْـوَ حِرْفـَـةً تُـسْـعَـى لِـكَـسْـبِ الدِّرْهَمِ

|||

كَــلَّا وَ لَا هُــــوَ رَغْــبَــةً مَـــجْــنُــونَــةً

تَــجْــتَــاحُ أحْـلَامِــي تُــفَــجِّـر قُمْقُمِي

|||

الشِّــعرُ عِــنْــدِي أَنـَّـــةٌ مَـــكْتُـــومَــةٌ

في عَـــيْــنِ طِـــفْــلٍ دَمعُها لَمْ يُكْتَمِ

|||

وَ هــْوَ الــحَـنـيـنُ إذا جَـرَى دَمْعٌ عَلَى

خَـدٍ أسِــيــلٍ فِـــي فِــــرَاقٍ مُـــؤلِـــمٍ

|||

الـــشِّــعْــرُ آمَـــالٌ تُـــراوِدُ أمَّـــتِــــي

نَـادَتْ فَـتَـاهَـا كَــيْ يَـقُـولَ تَـقَـدّمِـي

|||

يَجْــتـَاحُنـِي لَــمـَّـا أرَى فِــيــمَــا أرَى

خَوْفَ الـقَــوِيِّ مِــنَ اللَّـحَـاقِ بِمُـجْرِمِ

|||

الشـِّـعْــرُ عُــنْـوانُ الــفَـضَــائَــلِ كُـلِّـهَا

حَـتَـى الــهَوَى فِــيـْــهِ خَطِيْئَةُ مُحْرِمِ

|||

يَــنْــتَــابُـنِـي شِـعْـرِي وَ قَـلْـبِي عِـنْـدَهُ

مَــا ضَـرَّ قَـلْـبِي عِـنْــدَهُ أنْ يَـحْـتَـمِـي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى