ألُوذ بِقصِيدَتي
الشيماء خالد عبد المولى | الجزائر
جُودِي يا سحَاباتِ
السَّماءِ
واهْطِلي مطرًا
مَطرًا شديدًا
ليَطرُدَ حرارةَ الغَضبِ
في جَسدِي
ويَغْسِلَ قلبِي مِنْ كُلِّ
وجعٍ
قبل أنْ يستفحِلَ
ويَقْوَى فَيُثقلَنِي
يا سماءُ
اهطِلي مطرًا
واسْقِي تُرابَ الأرضِ
لأَشْعُرَ بالحياةِ
فقد غابتْ عنِّي
منذُ وُلدتُ
و سأعدُّ شايًا لأحتسيهِ
في فنجانِ جدَّتي
الَّتي رَحلتْ
في يومٍ شرسٍ مَطيرٍ
و أجلِس عندَ شُرفتِي
ككُلِّ مَساءٍ
أشَاهدُ العابرينَ على الرَّصيفِ
يرمُقُنِي أحدُ الرِّجالِ
بنظرةٍ
كأنَّها اشتهَاءٌ
فَأُحِسُّ بأنِّي عورةٌ
وجبَ عليها الاخْتِباءُ
لكنَّنِي أبقَى
لأنعمَ بأمطَارِ السَّماءِ
لا شيءَ يوقفُنِي
أشعرُ بثُلُوجِ الكَونِ
تَتراكمُ في صَدْرِي غَيظًا
و لا نارَ لتُدفئنِي
فأدَندنُ فِي قلبِي لَحْناً
يُهدهدُنِي
و ألُوذ بِقصِيدَتي
أقرَؤهَا
أتصوَّرُ أنَّه يسمعُهَا
لكنَّ الذِّكرَى تُطارِدُنِي
فأتذكَّرُ
أنَّه خَانَ وودَّعنِي
و أستشعرُ حرِّيةَ قلبِي
كطيرٍ فُتح لهُ القفصُ
فانتفضَ سعيدًا
فاردًا جَنَاحَيْهِ مَذهُولاً
يطيرُ و يبتعِدُ
و الأفقُ أمامهُ يزدَادُ
اتِّساعاً
جُلوسِي عند الشُّرفةِ
يُعجبُنِي
و خُصوصًا ذلك المَنظرُ
فيسْري بقلبِي خفَقانٌ
أبتهجُ لرُؤيةِ السَّماءِ
تمطرُ
اغْسلنِي أيُّها المطرُ
من كُلِّ خوفٍ
لستُ أدري ما سببهُ
اغْسِلْ قلبِي الغارِقَ
فِي حُزنهِ
ما استحققتُ هذا الحُزنَ
فأنا أشعرُ أنَّهُ مَا زَالَ بِي مرحٌ
ما زال بِي ولعٌ طُفولِيّ .
…………
هامش اليرة الذاتية:
شاعرة و كاتبة قصص في ﺃدب الطفل و روايات في ﺃدب الناشئة ، حائزة مؤخرا على جائزة الهالة ﻷدب الناشئة و اليافعين دورة الدكتور ﺃحمد خالد توفيق .