نيسان عاد
ماجد الدجاني | أريحا – فلسطين
(إلى روح زوجتي التي ولدت في نيسان وفقدت ولدي محمد في نيسان)
فمن قال أنك قد غبت عني
وكل الذي قيل محض هراء
وأنت مكانك مقلة عيني
وأنت وثير فراشك قلبي
وأنت غطاؤك رمشي وجفني
وأنت مليكة كل الحنايا
وفكري وروحي
وقلبي وذهني
وأمواه نهر حياتي وزهر
على ضفتيه وأحلى رواء
ومن قال أن ابتعاد الحبيب
عن العين يعني الجفاء
وفي البعد تغدو القلوب خواء
وتفقد بعد الفراق الوفاء
وإن غاب بدر
وظلت نجوم التذكر
نجفو المساء
|||
بروحي أراك
وعين الفؤاد
برغم المسافات والإبتعاد
نسلم بالخافقين وطيف
وليس السلام بمحض الأيادي
ورغم سنين الفراق الشداد
أراك تعومين في نهر قلبي
أراك على البعد بيني وبيني
فأنت الأصابع في الراحتين
ولست ببعدك صفر اليدين
وأنت اعتدال الربيع بقلبي
وأنت التسابيح في المشرقين
وأنت التراتيل في المغربين
ورجع ابتهالي بمحراب حبي
فكيف ولو غبت دهرا سأسلو
وأنت التي صرت كالعين مني
وصرت بطيني وصرت أذيني
وأوتار عودي وشدوي ولحني
وأنت غصون الأماني وزهر
وأنت وربي جذور التمني
وأنت بحور قصائد شعري
وأنت القوافي
ومعزوفة الأبجديات أنت
وتفعيلة أنت في كل وزن
|||
وليس لحبك يوما نهايه
له كل ثانية ابتداء
وأنت بهاجرة العمر ظل
ظليل ودفء بقر الشتاء
وأنت الشذى والعبير يفوح
بكل ربيع إذا ما أطل
علينا ونيسان جاء
ومهما المسافات تقسو علينا
ويلقي بنا الدهر أنيّ يشاء
تظلين في القلب والروح دوما
تظلين نبضي ومجرى الدماء
وأنت وأنت وأنت وأنت
يرددها القلب دون اكتفاء
بكل تباديل قلبي أراك
وكل جمال حروف الهجاء
وحبك موسوعة للأحاسيس
حبك أغلى عطايا السماء
فمن بعد هذا سيزعم يوما
بأن ابتعاد المحب جفاء
