شهرزاد و القصة الأخيرة
ناهد بدران | شاعرة سورية مقيمة في لندن
عذراً ..شهريار
لم يبقَ من ألف ليلةٍ سوى ليلة
و نطوي حلمَ ليل
ينامُ مفتوحَ الأجفانِ على ثغري
لم يبقَ صراخٌ يجرؤ أن يوقظَ الكرى ..
طرزتُ اللّيالي .. بخيوطِ أنيني
فباتَ الدّجى يردّدُ حرقةَ الصّدى
و يحملهُ بين طيّاتِ الوجيف
قطعةٌ من عمري تكسّرت
كنتُ أفتحُ منها كوّة على ماضٍ أليم
لأراه جميلاً بين أذرعِ الذّكرى
معافى من موتِ الحياة …
و أسترسلُ في مناجاةِ القادم
من الغروب
و ذنبهُ أنّه يحلمُ بالشّمس
يقدّم لها رشوة ..كي لا تحرّر الدّجى
فالصّوت بحّتْ ناياتهُ ..
و ذاكَ المنفى ما عادً يتّسعُ لقلبي
شهرزادُ .. و حلمها المنهك
تموتُ في كلّ سطر
يتبخرُ أحساسها بين الفواصل
و تلفظُ أنفاسها بعد كلّ نقطة
و إذا رسمتَ بنظرتكَ استفهاماً
أوقعتَ الضّوء من يدي
ليحرقَ مفارشَ نبضي
و حرّرتَ الرّيح من قبضتي
لتعصفَ في مدامعي..
روايتي غامضة ….؟
و .. ليسَ عليكَ أن تفهم
التهمتَ ثواني العمر
تجمعُ تفاحَ الغانياتِ في طبقي
و تعصرُ أنفاسهنّ في كأسي
و تشربُ نخبَ جبروتك..
و أنا أديرُ رحى الحكاية بضفائرَ
صبري …
حتّى ملّت مني بيادرُ الأبجديّة
و شحّ رحمُ الحقول
شهرزاد ….
و القصّة الأخيرة .. و آخرُ الفصول ..
عذراً من أحرفٍ سأغمسها
بدمع الرّوح …
من أبجديّةٍ خرساء
من حكمٍ يغفو على شفاهِ قاضٍ
خانهُ القانون
الغيمُ في أحشائي ثرثار
و العطشُ أيبسَ تربتي …
في نيسان .