سديم
أحمد نجم الدين | العراق
لم أَكُن أَنا !
كان ظلّي المَصلوب على ياقة الحُلم…
لقد كُنتُ السديم؛
تلكَ اللّيلة التّي أَنجبت عروساً للقمر !
ناصعة البَياض… شَعرُها لآلئٌّ من نجوم،
رقصت مع الهلالِ تارةً و مع البَدر تارةً أُخرى…
بنتُ الشّمس الوَحيدة الّتي تدور حولها الكواكب !
و أَنا الدّخان المُتصاعد من فوّهة الفراغ…
نتاج تصادم أَبواق النّيازك !
دندنات الشُهب… غناءٌ صاخب…
لأتطاير.. وكأنّما سأتلاشى…
فَيلتهِمُني ثُقبٌ أسود، هدوءٌ تام…
صوتٌ شجيّ… ” كُن صديقي ” ماجدة الرومي !
أطيرُ في مروجٌ خضراء مابين الفرّاشات…
كفاً بكف مع طائر الطّنان !
عاصفةٌ هوجاء تحوّلني لغُراب…
مُثّلثُ برمودا؛
عند شاطئ جزيرة… كأنّني إنديانا جونز !
جزيرة أطلنتس !
أفلاطون يبتكرُ آلة الزّمن…
أُسافر إلى المُستقبل بعد قرنٍ من هذا العام !
ألف مدينة ! مخلوقاتٌ لم تخطر على بالِ إنس…
الحرب العالميّة الأخيرة؛
صواريخٌ ليزرية ذريّة، طائراتٌ بسرعة الضّوء !
لأكونَ رماداً لحضارة…
بعد قرون، عالمةُ أثارٍ جميلة ! وجهُها السّاطع !
تقوم بالتّنقيب…
لتحمل بيَدها الرّقيقة حفنةً من رفات قلبي !!
لأحيا من جديد.