الديموقراطية ليست قرارا؛ بل تراكم وعي وثقافة
سمير حماد | سوريا
إن ما صرّح به فولتير يوما, أنه على استعداد ليدفع حياته دفاعا عن حق خصمه في التعبير عن ذاته, ليس كلاما جزافا, أو نبتا شيطانيا, أو ليس مجرد عبارة قالها فيلسوف في لحظة تجلٍّ, بل هي خلاصة حضارة, وتراكم ثقافة …خلاصة قرون من الكدح والمثابرة والتنوير, وكمّ هائل من التجارب, ساعدت على تدجين الوحشية الفردية والجماعية, والتخلّص من الأنانية والتنرجسية في الغرب ……… هذه الصفات ما تزال تسود بلادا كثيرة لاسيما دول العالم الثلاثي مع الأسف!
كما إن الديموقراطية ليست أمرا إداريا ولا وصفة مستوردة؛ فهي أيضا تحتاج كي يتم تطبيقها, تراكما وثقافة , لا نملكهما في وطننا العربي, حتى الآن!
كما يستطيع أي متابع لما يجري ويدور على منابرنا الثقافية والإعلامية, أن يلاحظ, أن كل الحوارات والندوات التي تدور فيها تظهر الكثير من التوتر والاحتقان, وعدم قبول الرأي الآخر, بل تهميشه وإقصاؤه وربما تخوينه أيضا, والسبب زعزعة الثقة بين الناس, وغياب البوصلة التي تتحكم باتجاه المسير, مما تسبب في اختلاط الجهات أو فقدانها … وجعل الكثيرين يدعون وتوهمون امتلاك الحقيقة, واحتكارها دون سواهم ….وعليهم إبعاد وإقصاء الآخرين ..
كل هذا سببه الاضطراب والجهل والتدجين الذي ساد بلادنا, والذي فرضه وساهم فيه الداخل والخارج معا، وترك المنطقة نهبا للأمراض الاجتماعية, والطغيان الديني والسياسي, والتدخلات المريبة , وما نتج عن هذا, من دمار وخراب وقتل وتشريد.