تغازِلُني أنتَ مِنِّي
اللوحة: للألماني جورج شوير
سائد أبو عبيد | فلسطين
تغازِلُني بالصَّباحاتِ أَكثرَ مِنْ ليلِها
وتفرشُ لي بسمةً في الطَّريقِ وتمضي إلى ركنِها
وتتركُ لي صوتَها عند عصفورةٍ تنتشي بالرَّحيقِ
بشيءٍ مِنَ البوحِ تندَهُني للوصولِ
سَأحظى بها لو عبرتُ الغباشَ..
وأَحسَنتُ إِنصاتَ قلبي إِلى ندهِهَا؟
وهل نلتقي مرةً دونَ أَعبائِنا والشَّتاتِ العقيمْ؟
فبي مِنْ يقينِ الهوى أَنْ أَراها
ونخلدُ في فيءِ أشواقِنا
حولنا نَزَقُ الطَّيرِ
نهنهةٌ مِنْ عيونِ النَّدى..
كلُّ شيءٍ يرانا بناصعةِ الحبِّ والفرحِ المُرتجى
على الوقتِ بسمتُها تستديرُ
وتنضجُ همستُها في رنينِ الكمانْ
تقولُ اتبعتُ الفنارَ لأغرقَ في رملِ مينائِنا يا حبيبي
زرعتُ لها الضوءَ في عروةِ الوقتِ
في تربةِ الحلمِ
في ماءِ عيني
وكافحتُ عمرًا بغاءَ الغيابِ
وآمنتُ أَنْ نلتقي بيننا نرجِسُ التَّلِّ
أهزوجةُ الطَّيرِ
نفحُ صنوبرةٍ عنْ ثيابِكْ
تغازِلُني أنتَ مِنِّي
فألثمُها في اهتياجٍ منَ الشَّوقِ
في صبحِنا
عندَ بابِ المدينةْ