إشكاليةُ الإعلامِ الثقافيِّ: وَذَاكَ اصْطِرَاعُ البَلِيَّةِ بَيْنَ المَادِّيَّةِ وَالمِثَالِيَّةِ!
د. آصال أبسال | كوبنهاغن – الدنمارك
مرة أخرى في هذا العصر الوبائي «الكوروني» المتعبِ والعصيب، ودونما الاحتياج إلى استخدام أي من الراسخ من عبارات الاستهلال أو التمهيد في العالم الصحافي و/أو الإعلامي، يستهلُّ الكاتب الصحافي (الثقافي) سهيل كيوان في متن تقريره الفريد الحديث العهد نسبيًّا، ذلك التقريرِ الذي صدر قبل ما يناهز الحولين من الزمان تحتَ عينِ عنوانٍ تهكُّمي ساخر لافت للانتباه والعيان.. يستهلُّ فيهِ الكلامَ بعبارةٍ تقابليةٍ مُتَعَمَّدةٍ ليس لها إلا أن تثيرَ للوهلة الأولى اهتمامَ القارئ المهتمِّ بقضايا الفلسفة وعلم النفس عموما قبل أي قارئٍ آخرَ، إذْ تسيرُ هذه العبارةُ التقابليةُ المُتَعَمَّدةُ بالتعبير الحرفي بحذافيرِهِ هكذا: «الصراع الفكري بين الثنائيتين المثالية والمادية موجود منذ القِدَم، كان وما زال مستمرًّا، يَرجح تارةً لصالح هذه وتارةً لتلك، ونادرًا ما يتصالحان».. ففي حين أن الاتجاه «المادِّي» (أو اللاروحاني) يطغى طغيانًا في أزمنة الازدهار الاقتصادي والتقدُّم العسكري وما يترتّب عليهما من انتصارات وهمية أو حتى خيالية لا صلةَ لها بأرض الواقع، كما يرى الكاتبُ الصحافيُّ (الثقافيُّ) المعنيُّ، فإن الاتجاه «المثالي» (أو الروحاني، أو حتى الغيبي)، على النقيض من ذلك، يهيمن هيمنةً في أزمنة الذبول الاقتصادي والتقهقر العسكري وما يسفر عنهما من هزائمَ حقيقيةٍ أو حتى واقعيةٍ، على تعدُّدها واختلافها وتنوُّعها في معايير كلٍّ من الكمِّ والكيفِ – خاصة وأن هذا الاتجاهَ الفكريَّ الأخيرَ (أي الاتجاه «المثالي» بالذاتِ) إنما يقترنُ بطابعه «النَّفُوذ»، اقترانا مباشرا أو غيرَ مباشرٍ، بشتى أشكال الخوف والتوجُّس النفسيَّيْن من سواد الحاضر (أو الراهن) واسوداد المستقبل (أو القادم) على كل من الصعيد «الفردي» Individual، كدنوِّ حياة الفرد، أو حياة الإنسان توسُّعا، من نهايتها، من جانبٍ أوَّلَ، والصعيد «الجَمْعي» Collective، كأزوف حياة المجتمع، أو حياة الدولة تفرُّعا، من انهيارها، من جانبٍ ثانٍ (يُنظر، ها هنا، تقريرُهُ المقصودُ: «بين السخرية من العلم والحقن بالمعقمات»، من إصدار «القدس العربي» في يوم 29 نيسان (أبريل) 2020)
وفي هذا العصر الوبائي «الكوروني» المرعبِ والعجيب، على وجه التحديد، لم يجدْ معشرُ الناسِ جلِّهم مناصًا من إعادة النظر مليًّا في الجانب «المثالي» (أي في الجانب الروحاني والغيبي، بحسب فهم الكاتب الصحافي (الثقافي) المعني) من حيواتهم، وفيما ينطوي هذا الجانب «المثالي» عليه من تسآلٍ ومساءلةٍ وجوديَّيْن في الغامض والمُبْهَم من أيِّ شيءٍ في المتناوَل في هذا الوجود، ممَّا يقتضي العودةَ اقتضاءً إلى التفكير الفلسفي المهمَّشِ أو حتى المهجور وسطَ ذلك التقدُّم العلمي الهائل في تقنياتٍ جدِّ دقيقيةٍ تخصُّ حتى تعديل التركيب الوراثي لمَنْظِم الخلية الحيوانية بالذاتِ شكلا ومضمونا، وتخصُّ بالتالي نوعَ الاستبشارِ أو الاِفتآلِ المستقبلي بإمكانِ الخلود البيولوجي للإنسان خاصَّةً، وباحتمال التغلُّبِ، فوق كلِّ هذا، على «معضلة» الموت بالذاتِ حتى.. كلُّ هذا ممكنٌ ورودُهُ ومحتمَلٌ حدوثُهُ في مقابل طغيان الجانب «المادِّي» (أي طغيان الجانب المالي والاقتصادي، بحسب فهم الكاتب الصحافي (الثقافي) المعني أيضا)، وما يقترن بهذا الجانب «المادِّي» من تكبُّر واستعلاء شعبويَّيْن مقيتَيْن ليس لهما، والحالُ هذهِ، إلا أن ينفضحا كلَّ الانفضاحِ على كلٍّ من الملأ الأعلى والملأ الأدنى: وعلى الأخصِّ هنا أمامَ صفعةٍ مُهْلِكةٍ مميتةٍ من طرفِ مخلوقٍ «كوروني» لامرئيٍّ جعلت حتى رئيس دولة ديمقراطية «عظمى»، أو تكاد أن تكونَ «الأعظمَ» في العالم كلِّهِ حتى، كمثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالعين (قبل «خسارته» الصادمةِ ذاتيًّا بولاية أخرى في الانتخابات الرئاسية الأخيرة)، جعلته يكشفُ كلَّ أوراقِ غبنِهِ المحدقِ وجهلِهِ المطبقِ في مسائل الداء والدواء المعنيَّين كافَّةً وما إليهما – وإلى حدِّ المهزلة المذهلة أيَّما إذهالٍ حين باتَ هذا الرئيسُ الأمريكيُّ المفتونُ حتى بظلِّهِ («وَقُرَ وَقَارُهُ العلمي» كلَّ الوَقَارِ)، باتَ يُفتي للعلماء والأطباء أنفسهم إفتاءً «رسميًّا» يقينيًّا بفتاوي تناولِ السائل المعقِّم والمطهِّر عن طريقِ الفم أو حتى عن سبيلِ حقنِهِ في الوريد!!..
وهكذا، ومن خلال هذا الانفضاح الصارخ أشدَّ الصريخ للغبنِ المحدقِ والجهل المطبق من لدن ساسةٍ «كبارٍ» أو «عظامٍ» على هذا المستوى «المادِّي» تحديدا، ثمة دعوة ملحاحٌ، إذن، إلى التعامل الضميري والوجداني مع المسنَّات والمسنِّين المحشورين في «دُور» يُرثى لها مخصَّصةٍ لهم ولعجزهم في سنٍّ متقدِّمةٍ كهذه، «دُورٍ» يُرثى لها لا يتلقَّون فيها أيَّ شيءٍ من العناية والرعاية الإنسانيَّتَيْن والأخلاقيَّتَيْن اللازمتَيْن حتى بحدودهما الدنيا، في أماكنَ عديدةٍ متفرقةٍ من الغرب «الديمقراطي» في كلٍّ من أوروبا عموما وأمريكا خصوصا.. إذ كشف الإعلامُ الغربي بوجهه المكتوب، على أقلِّ تقديرٍ، مرارا كيف أن هؤلاء المسنَّات والمسنِّين المحشورين في «دُورهم» تلك يتعرَّضون لكل أشكال الإهانة والسباب والضرب وحتى التهديد بالقتل، هذا على الرغم من أن إدارات تلك «الدُور» تتلقَّى كلَّ المالِ المترتِّبِ من خزائن شركات التأمين المعنية (فضلا عن تلقيها حتى جلَّ المالِ «الإكراميِّ» كذلك من ذوي أولئك المسنَّات والمسنِّين أنفسهم، لعلَّهم يحظَوْن بذلك التعامل الضميري والوجداني المنشود).. من هنا، تتجلى أهمية الجانب «المثالي» في هكذا تعامل ضميري ووجداني منشود، فيتجلى من ثمَّ الفارق الكبير بين روحانيةِ أو غيبيةِ هذا الجانبِ «المثالي»، من جهةٍ أولى، وبين اقتصاديةِ أو ماليةِ أو حتى رأسماليةِ الجانبِ «المادِّي» المحض، من جهةٍ أخرى – دونما الإجحافِ، بالطبع، بحقِّ إيجابيةِ بعضٍ من معنيِّ الإدارات والمؤسسات في حالات استثنائيةٍ أو جدِّ استثنائيةٍ هنا وهناك.. ومن هذا الفارق الكبير بين الجانب «المثالي» الصرف والجانب «المادِّي» المحض، ينتج إذن إنتاجا لا شكَّ فيه فارقٌ كبيرٌ موازٍ بين «الاكتساب» الفردي المجرَّد على صعيد الإبداع في الأدب والفن وحتى التأمُّل الديني، من ناحيةٍ أولى، وبين «الكَسْبِ» الجَمْعي المجسَّد على صعيد الاحتكار في الطلب والتسليع وحتى التصافق التجاري، من ناحية أخرى.. هذا إن لم يُقَلْ أيُّ شيءٍ عن «التسييس» المجرَّد والمجسَّد لهذا الزمان «الكوروني» العصيب والعجيب بالذات، واستغلاله أيَّما استغلال على كلٍّ من المستوى الفردي والمستوى الجَمْعي بإزاء سائر البشر أينما تواجدوا، بحيث أن الأنظمة الغربية التي تتباهى بـ«ديمقراطيَّتِها» تصبح تباعا أقلَّ «ديمقراطيةً» بكثير (كما يحدث الآن للأغلبِ من المهجَّرين واللاجئين، وباعترافِ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نفسه – حتى تاريخِهِ النافذِ)، وأن الأنظمة الشرقية التي تتمادى من طرفها، هي الأخرى، بـ«ديكتاتوريَّتِها» و«أوتوقراطيَّتِها» تغدو إتباعا حتى أكثرَ «ديكتاتوريةً» وأكثرَ «أوتوقراطيةً» بكثير، في المقابل (كما يحدث الآن أيضا للأعمِّ من الفقراء والمعدمين – ولا حاجةَ بَتَّةً، والحالُ هذهِ، لاعترافِ أيِّ أمينٍ «أمميٍّ متَّحِدِيٍّ» عامٍّ أو حتى خاصٍّ، في هذا الصدد)!!..
كلُّ شيءٍ ممَّا قيل في التقرير الفريد المذكور أعلاه، في هكذا سياقٍ «تثقيفيٍّ» معتمَدٍ أو متعمَّدٍ (وحتى قبل أن يضافَ إليه أيُّ شيءٍ، ها هنا، إيضاحا تارةً وحتى توسُّعا تارةً أخرى)، كان عليه أن إذن يكون على ما يرامُ، بالفعل أو بالكاد بأدناهُ تخمينًا، لو أن الكاتبَ الصحافيَّ (الثقافيَّ) المعنيَّ لم يستهلَّ تقريرَهُ الفريدَ هذا بمتنهِ «التثقيفيِّ» عينًا بالتوصيف «الفكري» أو حتى «المعرفي» لأي من الاتجاهين المعنيَّيْن هنا بالاسم وبالمسمَّى، أي «الاتجاه المادِّي» و«الاتجاه المثالي»، خصوصا وأنهما اتجاهان فلسفيَّان معروفان في تاريخ الفكرِ والتفكيرِ الفلسفيَّيْن على مدى زمان ليس بالقصير، ولا ريبَ في ذلك بتًّا.. قبل كل شيء، ها هنا أيضا، فإن الحديثَ في هذا السياق «التثقيفي» المعتمَدِ أو المتعمَّدِ منذ مستهلِّهِ، إنما يدور حول «ثنائية» وحيدة، ووحيدة فقط (إذا كان الأمر كذلك، في واقع الأمر)، وليس حول «ثنائيَّتَيْن» اثنتَيْن منفصلتَيْن عن بعضهما بعضا، كما يُفهمُ دونما لبسٍ أو التباسٍ من ادِّعاءِ الكاتب الصحافي (الثقافي) المعني: الحديث هنا يدور إذن حول «ثنائية» وحيدة، ووحيدة فقط، ألا وهي: «ثنائية» المادية والمثالية في حدِّ ذاتِها، بوصفِ شَقَّي هذه «الثنائية» اتجاهَيْن فكريَّيْن أو معرفيَّيْن يقفان على طرفَي نقيض.. أيُّ طالبِ علمٍ جادٍّ مهتمٍّ حقيقي، أو أيةُ طالبةِ علمٍ جادَّةٍ مهتمَّةٍ حقيقية، بقضايا الفلسفة وعلم النفس عموما (حتى وإن كانا طالبَي علمٍ في بدايات السنة الدراسية الأولى من المرحلة الجامعية الأولى) يعرفان جيدا، بنحو أو بآخرَ، أن ذلك المذهبَ الفلسفيَّ المسمَّى اصطلاحًا بـ«المذهب المادِّي»، أو بـ«المادِّية» Materialism (بالحافِ)، إنما هو مذهبٌ فلسفيٌّ يؤكِّد بقوةٍ على أن «المادَّة» (أي الوجود «المادِّي» الفيزيائي المحسوس الذي لا مساسَ له بالمال ولا بالاقتصاد ولا حتى بأي شيءٍ من هكذا قبيلٍ، بالضرورة) لَهِيَ الحقيقةُ الفعليةُ في هذا العالم أو في هذا الكون، ليس إلا: حتى تلك الماهية اللامادِّية اللافيزيائية اللامحسوسة التي تُعَرَّفُ تعريفًا بـ«العقل (البشري)» Human Mind، من لَدُنْهَا، لا تعدو بالطبعِ أن تكون خاصِّيةً مادِّية فيزيائية محسوسة من خصائص تلك الماهية المادِّية الفيزيائية المحسوسة التي تُحَدَّدُ تحديدًا كذاك بـ«الدماغ (البشري)» Human Brain، من طرفِهَا هي الأخرى.. على الطرفِ النقيضِ الكاملِ (أو حتى شبهِ الكاملِ) من كلِّ هذا، يقف المذهبُ الفلسفيُّ الآخَرُ المدعوُّ اصطلاحًا أيضًا بـ«المذهب المثالي»، أو بـ«المثالية» Idealism (بالحافِ)، بدورِهِ هو الآخَرُ، بمعنى أن «المثالَ» (أي الوجود «اللامادِّي» اللافيزيائي اللامحسوس الذي لا مساسَ له بالروح ولا بالغيب ولا حتى بأي شيءٍ من هكذا سبيلٍ كذاك، بالضرورة) لَهُوَ الحقيقةُ الفعليةُ في هذا العالم أو في هذا الكون (أو حتى فيما وراءَ كلٍّ منهما)، وما إلى هنالك – والفلاسفةُ الجهابذةُ الحقيقيون الذين ينتهجون كلا من هذين المذهبَيْن الفلسفيَّيْن انتهاجًا فكريًّا أو تفكيريًّا، منذ أزمنة السقراطيِّين (نسبةً إلى سقراط) وما قبل السقراطيِّين حتى، لا يُعَدُّون ولا يُحْصَوْن!!..
لا بُدَّ، إذن، بادئ ذي بدء، من أن أقدِّر الكاتبَ الصحافيَّ (الثقافي) المعنيَّ كلَّ التقدير على احترامه اللافت للانتباه هنا للمسنَّات وللمسنِّين على وجه التحديد، وعلى دعوته الإنسانيةِ والأخلاقيةِ الصَّدُوقِ إلى التعامل الضميري والوجداني المنشود مع حالهن وحالهم البائسين في هذا الزمان «الكوروني» المتعبِ والمرعبِ حقًّا (وأنا، بدوري، أشدِّد كلَّ التشديد على هكذا دعوة إنسانيةٍ أخلاقيةٍ صَدُوقٍ إلى التعامل الضميري والوجداني المنشود كذلك مع سائرِ الفقراء والمعدمين بأحوالهم البئيسةِ، في الداخل، ومع كافَّةِ المهجَّرين واللاجئين بأحوالهم الأشد بأساءَ، في الخارج).. ولكن، لا بُدَّ، في المقابل أيضًا، من أن أنوِّهَ إلى مسؤوليةِ الكاتب المُتَكَلَّمِ عنه، وإلى مسؤوليةِ الناشر المُتَحَدَّثِ عنه كذلك (أي جريدة «القدس العربي»، في هذه الحال) في نقل الخبر الصحيح والدقيق، سواء كان خبرا ثقافيا أم سياسيا أم غير ذلك، خاصةً وأن هذا المنبر مفتوحٌ على مصراعَيْه لكلِّ مَنْ ينطق أو مَنْ تنطق الضَّاد، متواجدٍ أو متواجدةٍ، في أيِّ جزءٍ من أجزاءِ هذا العالم: مسؤوليةُ هكذا كاتبٍ ومسؤوليةُ هكذا ناشرٍ، إذن، ليس لهما إلا أن تُؤخذا بعين الاعتبار هنا، وإلا فإن كلَّ أشكال المديح والتقريظ الذاتيَّيْن من لدن هذا المنبر بالذات لا تعدو أن تكون نُسَخًا وضيعةً من أشكال التطبيل والتزمير الإعلاميين اللذين يطفحان بالكذب والنفاق من كل الجهات.. هناك، من طرفٍ أولَ، عَالِمٌ بحقٍّ يدعو الناسَ إلى التأمل الفلسفي والنفسي في زمن رأسمالي متوحِّشٍ يعلم كيف أنه قد أزاح الإنسانيَّةَ عن موضعها الجميل: هذا العَالِمُ بحقٍّ يستحقُّ الاحترامَ كلّه لأنه عَالِمٌ بالفرق الحاسم بين السياسة علما والسياسة عملا (وليس ثمة فيلسوفٌ حقيقٌ، في التاريخ، لم ينظرْ إلى السياسةِ الأولى نظرةً صبحاءَ حسناءَ، فهو عَالِمٌ حقيقٌ، والحقُّ يُقال).. وهناك، من طرفٍ آخرَ، جاهلٌ بحقٍّ يدعو، أو يظنُّ أنه يدعو، الناسَ إلى التأمل الفلسفي والنفسي (وحتى الديني) كذلك في زمن رأسمالي متوحِّشٍ لا يعلم كيف أنه قد أزاح الإنسانيَّةَ عن موضعها الجميل: هذا الجاهلُ الدعيُّ بحقٍّ لا يستحقُّ الاحترامَ بأيِّ مثقالِ ذرَّةٍ منه، والحالُ هذهِ، لأنه جاهلٌ بالفرق الحاسم بين السياسة علما والسياسة عملا (وليس ثمة جاهلٌ دعيٌّ، في التاريخ، لم ينظرْ إلى السياسةِ الأولى نظرةً ظلماءَ شنعاءَ، فهو جاهلٌ دعيٌّ، بطبيعة الحال)!!..
———–
تعريف بالكاتبة
ولدتُ في مدينة باجة بتونس من أب تونسي وأم دنماركية.. وحصلتُ على الليسانس والماجستير في علوم وآداب اللغة الفرنسية من جامعة قرطاج بتونس.. وحصلتُ بعدها على الدكتوراه في الدراسات الإعلامية من جامعة كوبنهاغن بالدنمارك.. وتتمحور أطروحة الدكتوراه التي قدمتُها حول موضوع «بلاغيات التعمية والتضليل في الصحافة الغربية» بشكل عام.. ومنذ ذلك الحين وأنا مهتمة أيضا بموضوع «بلاغيات التعمية والتضليل في الصحافة العربية» بشكل خاص..
هام إلى جهاز المحررين المحترمين
بالنسبة لإخراج المقال الرائع والألمعي للدكتورة آصال أبسال
الفقرة الأولى مكتوبة بالحرف المائل فيرجى تعديلها مثل بقية الفقرات وشكرا
تعمدنا وضع الفقرة بالحرف المائل وبخط ثخين بولد حتى تكون جاذبة ومثيرة للقراء