الشاعر الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في منتدى القراءة

كتب: عبد الله سالم زين

قديما قيل الشعرديوان العرب؛ يحفظون فيه أخبارهم ويسطرون به أمجادهم ويصيغون به التجارب والحكم؛ وحتى غير العرب نجد أن الشعوب والأمم تتفاخر بشعرائها. وكان الامراء والعلماء يحرصون على أن يكون لدى أبنائهم وطلابهم حظا وافرا من الأدب عامة والشعر خاصة. وذلك لما للشعر من أثر في النفس والذائقة إضافة إلى تحسين فهم لغة العرب والقرآن والتلذذ بهما. وقد برز منذ فجر العروبة شعراء كثر ودون أشعارهم التاريخ قبل وبعد الإسلام؛ ومن أبرز هؤلاء إن لم يكن أبرزهم أبو الطيب المتنبي.

“اللـه كم وقف شـعر رأسـي نشـوة مما أسـمع،.. وهـذا والله هو ٌمـا يعترينـي عندما أطـرب للقول الحسـن،.. فكيف لـو كان قول على قول، وحسـن على حسـن.. فإلـى كل مـن هزنـي بكلماتـه.. وأثـرى معرفتـي بحروفـه،..َ وأطـرب مسـامعي بشـجنه.. أهـدي هـذه النُخـب” هكذا صدر صاحب (آية الله المتنبي) كتابه وهذا بعض مايشعر به من تذوق الشعر واللغة.

وقد عقد منتدى القراءة الشهري الذي تنظمه مكتبة الشيخ سالم بن زين بمنطقة مدودة مجلسه حول الكتاب السابع مساء الأحد الأخير من شهر أغسطس ٢٠٢١ م حول كتاب آية الله المتنبي حيث حضر نخبة من المهتمين ومحبي القراءة والكتاب؛ حيث يجمعهم المنتدى على الثقافة العامة بصورة جمعية يناقشون خلالها ماتم قراءته خلال الشهر ويبدي كل واحد ملاحظاته وإضافته الخاصة.

جاء كتاب هذا الشهر في 85 صفحة في طبعته الأولى عن دار الظاهرية بالكويت صدرت العام الماضي ٢٠٢٠م للكاتب الخليجي د. محمد سرار اليامي يقول في ثناياه: “هـل هنـاك سـبيل إلـى اصطفـاء بعـض مـن كل وأنـت مـع المتنبـي.. « أظن ذلك..» ولكنها جوهرة ّ من عقد التميز الأدبي، و د َر ٌة من قادةالشعر العربي انتقيتها بعناية، واصطفيتها برعاية.. عساي أن أفي بالمقصود.”

وقد رأى المناقشون في المنتدى أن الكاتب وفق في العنوان وفي أغلب محتوى الكتاب إذ جاء بمثابة القاموس الذي من حقه يحفظ حيث احتوي على كثير من أبيات الحكمة وربما أن بيتا واحدا اختصر حكمة عظيمة او حادثة طويلة فجاء في علم الاجتماع والتنمية البشرية وتجارب الحياة. ورتب محتوى الكتاب في أقسام جعلها كمفاتيح في جوانب معينة كالحياة والتميز والبطولات وصناعة الحكمة ومعالم في فكر المتني وربما يعارض في كثير منها وقسم آخر في الابيات المختارة إلى نهاية الكتاب وجعل لكل بيت عنوان وجاءت بما يزيد عن 250 بيت وقليل منها تكرر.. والكتاب مناسب للشباب والفتيات والمثقفين عامة الذين يرغبون في زيادة محفوظاتهم ورصيدهم الشعري والأدبي.

أدار الجلسة مدرس اللغة العربية الاستاذ عبدالسلام محمد عبد الكبير وقد هنأه الحضور بمناسبة إجتيازه مناقشة رسالة الماجستير عن ديوان قدس لبيك لصاحب المكتبة، واستشهد كثير من الحضور بأبيات المتنبي وكيف جرى بعضها مجرى الأمثال حتى يومنا هذا وقد مر على وفاة المتنبي أكثر من ألف عام إذ توفي ٣٥٤هجرية.

وفي ختام المجلس قرر المنظمون أن يرشح أعضاء المنتدى عدد من الكتب ليتم ترشيح مناقشات الاشهر القادمة من خلالها.
وسيتم إعلان كتاب الشهر القدم خلال الاسبوع الأول من شهر سبتمر ٢٠٢١م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى