العرب والسلطة كلهم شركاء مع الحركة الصهيونية

المحامي شوقي العيسة | بيت لحم – فلسطين

أمريكا وأوروبا وكندا واستراليا والأمم المتحدة وبعض الأنظمة العربية وغيرهم.
وأما تصرفات القيادة الفلسطينية فإنها تسهل عليهم التنفيذ.
مهمة الحركة الصهيونية هي استعمار كل فلسطين والانطلاق لتصبح قوة مقررة على الصعيد الإقليمي ثم الدولي.
برنامج الحركة الصهيونية الأصلي لم يتحدث عن إقامة دولتهم على أجزاء من فلسطين بل عليها كلها. وعندما استطاعوا إقامتها على معظم أراضي فلسطين، وفي الاجتماع الأول لحكومتهم بعد تشكيلها ناقشوا استكمال احتلال باقي فلسطين وقرروا تأجيل ذلك لأن الظروف غير ملائمة.وبالفعل احتلوا باقي أراضي فلسطين لاحقا.

منذ ذلك الوقت وهم يفعلون شيئين تهجير ناعم لمن بقي في فلسطين من الفلسطينيين ومصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات عليها في كل أنحاء فلسطين واستجلاب المستوطنين للسكن فيها من كل أنحاء العالم.
إزاء ذلك ماذا تفعل دول العالم والأمم المتحدة؟ إنها تقيم علاقات قوية مع إسرائيل ومع الحركة الصهيونية العالمية، وتدعمهم بالمال والسلاح والحماية.
جميعهم يكذبون حين يتحدثون عن حل الدولتين ويكذبون حين يتحدثون عن وقف الاستيطان ويكذبون ويكذبون؛ لأن الحقيقة الثابتة إن حل الدولتين يبدأ ليس بوقف الاستيطان فقط بل والبدء الفوري بإزالة المستوطنات وإخراج المستوطنين.
إسرائيل بحاجة للوقت لتنفيذ مخططاتها، ولذلك وجود السلطة بشكلها القائم والتنسيق الأمني والدعم العالمي لأجهزتها هو مطلوب لمنح إسرائيل الوقت الكافي لتنفيذ مخططاتها.
لذلك هم (أمريكا وأوروبا وكلهم) عندما يتحدثون عن ضرورة وقف الاستيطان وإسرائيل تستمر فيه، ينتقلون للمرحلة التالية دون مطالبة إسرائيل بإزالة المستوطنات التي بنوها أثناء ما كانوا يطالبونها بالتوقف، ويتعاملون مع كل ما فعلته إسرائيل حتى لو وصفوه بغير القانوني ويعيق السلام وحل الدولتين على أنه أمر واقع ولنتحدث عن ما بعده.
مثلما يفعل الرئيس الأمريكي الان، يقول إن اعتراف الإدارة الأمريكية في عهد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها أصبح وراءنا لنتحدث عن الباقي، وهكذا إلى أن تحقق إسرائيل كل أهدافها.
المطلوب من شعبنا أمام كل هذه القوى التي تكالبت عليه أن يبقى شوكة في حلوقهم وينغص عليهم مخططاتهم بشكل يومي وأن يقوم بكل ما شأنه عرقلة تنفيذ مخططاتهم، وهذا يتطلب تغيير قيادة منظمة التحرير المهترئة وأعادة المنظمة إلى السكة الصحيحة كحركة تحرر وثورة وبناء تحالفات صحيحة وقوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى