صباح بطعم المطر
اجلس هذا الصباح في حديقتنا وثالثنا المطر
ماعاد المطر يشبه
مطر السياب
ولا الأناشيد
مثل أنشودة المطر
الكل يدعي المطر
والبعض يسرقها
ويعلن ملكيته
للرعد والبرق
بالأمس كان ينخر
رأسه مثل النعام
في الرمل
الأرض ضاقت
والمزاريب أقفلت
بأصوات الباعة
بأصوات القطيع
وموت الشجر
رحت أداعب الزيتون
أساله ماوقع المطر
أراك مهزوما
ولاتعبأ بذاك المطر
مسح الزيتون حباته
قال لا أريد مطر الصيف
هو مثلهم جبان …مهذار
يأتي في غير أوانه
كخبز …كرغيف
يصدر لجائع
بعد موته في السفر
هل سرقوا صبرك
حتى صرت تهذي
كمجنون ارهقه الغجر
لن يسرقوا اخضراري
انتصابي بين الشجر
لكني بت أمقت الإقامة
في زمن يقتل الوطن
حتى النخيل مرتحل
كل الذين عشقوا صدق المطر
كرهوا الحروف المزيفة
والخطابات المنمقة
في مجالسهم
وفي مجالس العرب
لو فقهوا معنى الزيتون
لوفقهوا صمت االشجر
لما باعوا الوطن
لكنهم ماحلقوا يوما
ليعوا قيمة السفر
الأرض تنفرهم
وسماؤنا تتقيأ منهم
تنتظر الرعد
لتحرقهم للأبد
من يفهم الزيتون
وكلامه المعتبر
من يعلم انتصابه
رغم الألم
سيفهم ماهية الوطن
فجأة توقف المطر
عاد الجفاف للزرع والورق
ضحك الزيتون مستهزئا
ألم أقل إنه زيف المطر
لا مطر بلا رعود…بلا سحاب
بلا انتماء للوطن
هذا الذي بللك منذ قليل
هو وهم المطر
لا تعتقدي في الأوهام
انتظري الشتاء
ففيه تفيض الاودية
ويبكي النخيل
وتخضر حبيبتك
ويأتيك ذاك الذي انتظرته
ليبشرك بالسفر
مطر الصيف مثلهم أكذوبة
ومطر الشتاء أنواء
تمنح الحياة
لكل البشر