درس التطريز ومدرسة التاريخ
مريم حميد | العراق
ما إن رأيت اللوحة التي حملت اسم (درس التطريز للرسام : هوجو ميرلي) حتى خطر ببالي ذلك الموقف رغم لم أكن يوما بجمال الطفلة التي في الصورة ولم أمتلك قط منديلا مطرزا كالذي تحمله معلمتها ولعلها أمها ولم تمر علي من تشبه تلك المعلمة
المكان :بغداد مدرسة اليرموك المتوسطة
الزمان : 2007/ الدرس الاول / حصة التاريخ
الصف :الأول متوسط
بعد أن أنهينا واجبنا في التاريخ بقيت دقائق تحول بين نهاية الدرس والفرصة طلبت زميلاتي من الست سرى مدرسة التاريخ ان تأذن لهن بالوقت المتبقي بتطريز قطع قماش من خام الشام الابيض وهو واجب درس الاسرية الدرس الاخير من ذلك اليوم اذنت لهم الست سرى لكن بشرط دون اصدار اصوات وهكذا شرعن بالتطريز والكلام غير ملتفتات للطلب المدرسة أما انا فقد وضعت قطعة القماش الخاصة بي تحت الرحلة وانحنيت عليها لكي لا يراها أحد لأن قطعتي كانت الوحيدة من خام الشام الاسمر كما إني لا أملك خيوط تطريز ملونة كما بقية البنات .خيط عادي بني اللون وفوق هذا لا أتقن التطريز لأغطي على رادئة القطعة والخيوط فجأة تلتفت إلي ست سرى منادية انظروا لمريم جالسة بهدوء وسكينة كأنها لوحة وانا متأكدة ان قطعتها أجمل من (خرقكم) نعم خرق هكذا كانت تقولها لكن من باب مزاح تحبه الطالبات منها ومعتادات عليه.
هيا مريم أعطني قطعتك كنت اتوسل لها بعيني لأن قطعتي (تفشل ) وسيضحك الجميع عليها لكن ماباليد حيلة حملت قطعتي وسلمتها لها لتقو ل انظروا لجمال قطعتها رغم اختلافها عنكم اشياء بسيطة و(نازكة) وأنا متأكدة أنها ستتفوق عليكم.
مرت عشر سنوات على ذلك الموقف الذي اعده اول شنحة تشجيع اتلقاها من مدرسة اليوم ما أن نظرت لهذه اللوحة المعنونة درس التطريز قفزت ذاكرتي لذلك الموقف كان سهلا على الست سرى ان تهزأ بقطعتي او تعلق عليها تعليقا ساخرا لكنها اختارت ان تحيا عمرا في ذاكرتي وان تهديني زهرة التشيجيع بعكس كثر يستعظمون تحطيم الآوني ويمر عليهم تحطيم البشر كالماء البارد.