تاريخ

اعتز بحضارتك فالتاريخ لا ينسى!

د. أحمد الطباخ
ما نراه اليوم من مٱسي وٱلام وأوجاع وفواجع تحدث في العالم اليوم تجعلنا نستدعي ذلك التاريخ المشرق الذي أشرق على العالم في وقت كان العالم يعاني الظلم والجهل والاضطهاد والحروب وحالة اللإنسانية التي يعيشها ردحا طويلا من الدهر فأشرقت شمس حضارتنا الإنسانية فجعلته تشرئب أعناقه وتتطلوله رقابه وتعود إليه إنسانيته ويعرف النور الذي جاءه من قبل رجال شرفاء أوفياء عندهم نخوة وشهامة الرجال فضربوا أروع المثال على عظمة هذا الدين وتلك الحضارة التي لم تعامل الناس على دين أو مال أو جنس أو لون أو عرق وإنما عاملتهم بما أمر به الله عز وجل من رحمة وسماحة ومودة ودين.
لقد أنصف بعض المنصفين من الغرب تلك الحضارة واعترفوا بفضلها وقيمتها وعلو كعبها وصدق قيمها الإنسانية في مرحلتين على فاصلين بينهما عندما كان العرب قبل لهم من العلوم والفنون والآداب فقد سبق العرب اليونان في العلوم والفنون وكان لهم إسهامهم الحضاري في شبه الجزيرة العربية وما حولها فما فعلوا ما تفعله الحضارة الغربية اليوم في العرب من صدام وصراع ونهب واستغلال وسرقة لمقدرات الأمة العربية بطريقة فجة غير أخلاقية ولا يمكن أن تكون إلا من عدو حاقد يضمر حقدا دفينا للعرب وهو حقد وصراع قديم تناسته العرب وتعالت عنه ولم تستدعه مرة أخرى ولكن الغرب جعله أيدلوجيته التي من خلاله وضع استراجياته على أرض الواقع فلم يهادن العرب في حقبة من الحقب وإنما يتخفى أحيانا ويظهره دون وجل فما انفك الٱخر عن إشعال نار العداوة من تحت رماده الذي عليه من الزيت ما هو كفيل بدمار الأرض كلها ومن عليها وما يزال الصراع على أشده في منطقتنا العربية في حلقة من حلقات الصراع الغربي وقد أظهره طوفان الأقصى ولذلك التاريخ لا ينسى ويذكرنا بحقات تلك الصراعات التي لن تنتهي بسبب هذه الكره والحقد الذي يضمره الغرب الذي ما هدأت مخططاته وانتهت دساىسه ومكائده حتى جهر به فقال: إنه صدام الحضارات وحضارتها الإنسانية منه براء بشهادة كبار علمائهم ومفكريهم فيقول المؤرخ والكيميائي جورج سارتون: لقد سبق للعرب أن قادوا العالم في مرحلتين طويلتين ظلت الأولى حوالي ألفي عام قبل اليونان وعاشت الثانية طوال أربعة قرون خلال العصور الوسطى وليس ثمة ما يمنع هذه الشعوب من أن تقود العالم مرة أخرى في المستقبل القريب أو البعيد. لا أقصد من ذلك تباهياً بالماضي أو أن أردد أقوال المستشرقين بل القصد من ذلك لفت أنظار المسلمين والعرب إلى حقيقة حضارتهم التي أذهلت العالم كله وكان لها فضل على أوروبا وتطورها في شتى مجالات الحياة وأهما الجانب الإنساني اعتز بحضارتك فالتاريخ لا ينسى !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى