رحلة العمر

وعد عبد العزيز صيوح |  سوريا

في مكان ما في جنة الريف الذي أقطنه كان الصباح يرسل نسماته الجميله بعيدا عن ضجيج المدينه وبين الحقول والزهور ورائحة الإقحوان والبنفسج اللذان يطلقان نداءات خلابه للعصافير والفراشات انه صباح جميل هواؤه يداعب أغصان الأشجار گ حفیف شفاه مُحبه للنقاء
وأنا أنتقلُ بين أجمل المفارق وكاأنها تؤدي إلى جنةٍ ما
وموسيقى فيروز تُطرب الطبيعه گ حسونةَ الصباح أرى قصراً كبيراً يُطل على الوادي يالهُ من جمال هندسي وكأن الدنيا زادت عجائبها السبع من جمال مارأيت
وكأنها قلعة فارس أو ملك من عصورٍ ما
أحسستُ أن حجارته ورخامه من استبرق الجنان
صِرت أختلسُ النظر من روعة المنظر ، وعناقيد العنب تدلت على أسواره وكأنها تُعتق نبيذها لترتشفهُ شفاه أتعبها سفر الحب من مكان بعيد إنه من سفر الخلود
وأنا أراقب وأسبح الله في تصاويره الإلهيه المبدعه أمامي
يتقدم مني رجلا بان عليه الوقار وكإنه مالك هذا الصرح الجميل العظيم
أقبل إليّ وبسلامٍ بارد جدا
مرتدياً معطفهُ الأسود الذي دثر نفسه به وأخفى بين طياته ألف حكاية دفينة شعرتُ وقتها أن هناك دموعاً مخفيه خلف أسوار قصرهِ
وابتسامات حُزن ممزوجه بخوف الحنين للماضي متمنيا عودة شبابه مخفيه بين ثغرات جدران قصره
وألف سلام وألف تحيه والف كلمه خلف قُضبان العمر المهترئة
وكأن الحياة والعمر كانت گ ومضه سريعه، نظرتُ إلى تجاعيدهِ التي خطت فيها معاول السنين شيئا من الجمال الماضي ولكنها مازالت تخط وتقول ياليت الشبابَ يعودُ يوماً وبحسرةٍ يُطلق زفرات حنينه لشيءٍ فقدهُ دون رجوع
وكأنني أسمعُ همهماتَ روحهُ تقول وتناجي روح شابة في خياله
تصرخُ بنشيجٍ يؤرق الأعماق
خذوا القصر، خذوا المال،وخذوا كل شيء وأعطوني حفنةً من السعاده أقتاتُ بها ماأكلته سنون العمر وجرعة حب وضمة عشق دافئه تُذيب دماء وتيني الجامده وأعتصر نفسي في حُضنٍ يُرجعني ابن العشرين
أعيدوني ساعةً فقط وخذوا كل شيء
فليسَ من سكن القصور أمير
وليس من لبسَ الزبرجل والياقوت سعيد
السعاده الحقيقيه في ساعةِ حب
وضمةَ عشق وحفيف شفاهٍ تقذفتا لشطآن وبحور السعاده وهناء بال لايغركم القصور وأسوارها وأبوابها العاليه فهناك أنينُ أرواحٍ خلفها تكسر أعالي صروحها
فأهواء الحياة كلها فانيه
فلكل منا ألف حكايه وألف قصة وألف غصة وبين كل قصة وغصة تُبقينا الحياة رهن تانية فرح وسعاده وهناء لإنهم أثمن قلائدُ الدنيا الزائله إلى غيرِ رجوع
لإن ساعات الفرح لها أجنحة
وساعات الحزن والفراق لها مخالب عيشوا لا أكثر وتنعموا بالوجود والجمال والعطور كلنا راحلون…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى