صرْتَ ضدا لك
عزيز فهمي | كندا
الأشياء واضحة في هذا الغموض
الكل صار ضدا له
نبني لنهدم
نحب لنكره
نرفع الريات البيضاء
سلاما
نلونها مزهوين بالدماء
ننتصر على هزائمنا بهزائم أكبر
كذبت كل الخرائط
فهنا… هناك
هناك… هنا
وأنا… أنت
فهل أنت أنا…؟
حاربتك بكل أنواع الورود
فانتصر الشوك عليَّ
وعلى العطر
يا قاتلي في هذا الضياع
هل يموت الميت…؟
أرفع سبابة اليمين شوقا
إلى الأسفل
سبابة الشمال تعبا
إلى الأعلى
لا وجهة لي ألوذ بها
كي أتلو وصية العدم
في هذا الوجود الذي صار ضده
فدلني على بحر لم تفض الأسماءُ بكارتَه
كي أتلقى وحي الغد
من فم الموج
فإني صرت ملاكا
يعشق أن يتوهم أنه يملك كل شيء
ينسج من الزبد فستانا أبيض
لمملكة الغائبين في شرايين الزمن
يرسم قبلة على جيد الريح
يُغني بشفتين أصابهما الشوق
ينتشي بالمطلق
يا قاتلي
أيها المصلوب أمام مرآته
دون أن يدري
لماذا تموت قبلي
تتركني حائرا بجثتك
أستعطف غراب إدغار بو
أن يعلمني الشطح
بين قلب يتوجع
وعقل يشك كي يشك
ولا يتيقن
“ليس بعد الآن…”
آن آخر
يقول الضياء في الظلام
لم يعد يليق الإنسان بالإنسان
لا…
هناك
سؤال حائر
يتسلق تجاعيد الزمن
هنا
إجابة يتيمة
تتسول الحقيقة من يد الأوهام
الغد يصل دائما متعبا بالانتظار
يصبح آنا لا آن آخر بعده
يظن أنه يجدنا
فلا يجد سوى أمسه
وظله
فيصير كما صار الكل
ضدا له….