تفاءلوا

سجى مشعل | القدس – فلسطين

صدّقوني وأنا أيضًا لا أريد أن أترك الأماكن الّتي تربّى فيها شعوري، لا أرغب في الرّحيل عمّن أَلِفتهم الرّوح، ولا يبدو على ملمحي الضّجِر بأنّي أحبّذ أن تتغيّر طِباعي فجأة، وأن تنقلب حياتي رأسًا على عَقب، صدّقوني لستم وحدكم مَ يُعاني مرارة الفقد أو الخذلان، ولستم وحدكم مَن يصرخ في وجه السّماء والأوجه العتيمة “لا أريد”، ولستم وحدكم مَن يبكي بدموع حرّى خشية الفراق أو البعاد، ولن تكونوا الوحيدين الّذين يُعانون الأمَرّين في سبيل قول كلمة الحبّ الّتي تُريدونها، وكلمة العطف الّتي تحتاجونها، وكلمة الحنان الّتي تنتظرونها. كلّا وألف كلّا لستم وحدَكم مَن قطعتم آلافًا من الأميال وقطع شرودَ ذهنِ خطوتكم الأخيرة قلق مُحاصرٌ مُفاجئ مُريب. أخبروني إذن كيف تبدو الأيّام دون الحملقة في قطن السّماء في لحظات السّعادة الغامرة، وأخبروني كيف تبدو اللّحظات طويلة والدّقائق مُرّة بلا أحبّة، أخبروني كيف تتذوّقون طعم الفقدان، فَلكلّ وجع طعم مُختلف من شخص لآخر عدا الفقدان فطعمه كلّه سواء!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى