” المعطف ” الرواية الصغيرة الكبيرة

مجرد رأي

سالم حميد | ناقد
(ظل الريح ) الرواية التي كتبها الأسباني كارلوس زافون بحوالي ٥٥٠ صفحة، وأستخدم بها أساليب عديدة في فن السرد، لكن الأسلوب الواضح هو طريقة المغامرة التي شاعت في القصص التي نتردد في أن نعتبرها من الروايات، أمثال سلسلة روايات (كبيتان – والفرسان الثلاثة – وقصص روكامبول)، وغيرها (هناك بطل وهناك صديق البطل الذي يقدم الألاعيب الكثيرة ليخلص البطل من المواقف الصعبة والمحرجة).

ولكن زافون نجح نجاحاً منقطع النظير في سرد هذه الرواية الضخمة بينما استخدم نيكولاي غوغول الروسي سوى ٦٠ صفحة لكتابة روايته الشهيرة (المعطف) التي صدرت في النصف الأول من القرن التاسع عشر ، وأثرت على الأدب العالمي برمته حتى قيل: (كلنا خرجنا من معطف غوغول).

ما أريد أن أُكده أن الأدب الروسي كان ولازال متفوقاً مما حدا ببرنادشو أن يقول: يبدو الأدب الأنگليزي مجرد كوخ مقارنة بقصر الأدب الروسي.

ليس الرواية بحجمها أبداً، ومع ذلك، في إحدى دورات البوكر العربية تم إبعاد أي رواية لم تصل صفحاتها إلى ٣٥٠ صفحة و بغض النظر عن جودة وأهمية الرواية!! وهذا ليس ذنب لجنة التحكيم إنما ذنب وأمر القائمين على الجائزة، وهذا حديث آخر وله شجون أخرى .

لازالت هذه الرواية الصغيرة الكبيرة (المعطف) مؤثرة، حتى أثرت على رواية (ظل الريح)، بوعي أو بلا وعي زافون، فشبح البطل الذي كان يحوم في نهاية رواية المعطف، كان يحوم من بداية رواية ظل الريح حتى نهايتها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى