ياولينا إن جف نهر بردى

يحيى بهجت مرهج | سوريا

كان السيجار الذي لايشتعل أبدا
يرقص بين شفتي تشرشل
عندما أبلغه وزراؤه أن جيش بريطانيا العظمى
أفرغ كثيرا من المستعمرات
وأن أبنية ومصانع ومدنا
دمرها الطيران والقصف
لكن المدارس والجامعات والعدالة بخير
كان مطمئنا أن كل شيء سيعود أفضل
طالما أن الجامعات ولادات أفكار ومبدعين
وأن لاظلم في المحاكم
ياويلنا إن كان إحساس تشرشل المهزوم عسكره في حينه صحيحا

من هناك عرج تشرشل على نهر آفون
وأوصاه ألا يجف
وأن يستمر يروي عروق شكسبير
كي تظل إنكلترا تغني قصائده وتنتصر
كي تظل مسرحياته عامرة على المسارح
تدفع البلاد إلى الأمام
ياولينا إن جف نهر بردى
أوتلوثت مياهه
ستجف عروق شفيق جبري
ونزار قباني
وبدوي الجبل
وسيخيم حزن القصائد والأغنيات
فوق سيدة عواصم الكون وشامتها

حين اخترع أديسون مصباحه
وقف أمامه مزهوا
وصرخ أنه في المحاولة الواحدة بعد الألف
أضاء ضوء من النور والفكر
سيدفع البشرية قدما نحو الأمام
ياويلنا إن كانت مصابيحنا مطفأة
وليلنا طويل وبارد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى