الشعر: أركيولوجيا الكائن

نداء يونس | رام الله – فلسطين

الشعر مشروع وجودي عظيم وطويل الأمد .. تكمن عظمته في أشياء كثيرة منها إمكانية حالية القراءة وتزامنها مع كتابة النص ومنها إمكانية قراءة الأجزاء معا بعدة رؤى وارتباطات عضوية تجعل من النص مولدا هائلا للمعنى والدلالات والإحالات التي لا تخرج عن تجربة الكائن الشاعر وتجعله يرى تاريخه كله بعين علوية بارتباطات لا تتوافر من زاوية أفقية على مستوى اللحظة،

عمودية الرؤيا وإشراف صاحبها الذي ترتدي القمم كعبا عاليا لتقود خطاه تخلق خرائط في الوعي والشعر وللتجربة؛ سجادة تبدو حين تجتمع الخيوط معا، وهذا ما لا يتوافر لقصيدة اللحظة أو قصيدة المنتديات أو لعمل شعري لا يُعرف ذاته كمشروع، الفردي تكمن عظمته في المعالجة لا في الامتداد والتفتق من جوانب الزمن نفسه ..

القصائد ليست الصور لكنها قطع الليجو التي تريد تكوين شكل ما، الأمر الذي يجعله عظيما في استمراريته وعظيما في قدرته على التوالد في عدة سياقات نفسية وفكرية واجتماعية وثقافية تشكل أركيولوجيا الكائن ..

 شاعرنا سميح القاسم نقلا عن شيخنا جميل السلحوت قال: ردا على اتهام له بعد أمسية في رام الله بأن قصيدة له كانت عصية على الفهم: أن القصيدة التي تقرأ مرة واحدة تموت… وفي هذا أرى فكرة لانهائية الدلالة، وأشياء أخرى، كما أرى بذورا خفية لفكرة المشروع: قراءة النص في ظلال نصوص الشاعر الأخرى التي تشكل بمجموعها وحدة عضوية.

شكرا لنقاش راق مع شاعر عميق يعرف كيف يدير حوارا فكريا حقيقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى