خروجٌ من محراب الروح
نزيه حسون | شفا عمرو – فلسطين
ذاكرةُ الرّوحِ تُعذّبُني
تغسل عينيها بشتاء الشعرِ لتصحو
فتمرُّ مرايا العمرِ مُخضَّبةً
بندى الأحزان
هل مرَّ العمرُ سريعًا سيدتي؟
هل ماتت لحظات العشقِ الروحية هدرًا
أيموت العشق كموتِ الموجِ
على أعتابِ الشطئآن؟
أبحرتُ عميقًا
في محرابِ الرّوحِ لأنجو
فتحطَّمَ زورق عمري
وعبرتُ بحارَ التيهِ بلا ربَّان
كيفَ سأنجو؟
وسطورُ التاريخ تُعلّمني
أن الإنسان ومنذ الميلاد الأوّلِ
يغدرُ بأخيه الإنسان
°°°
مرَّ العمرُ سريعًا
وأنا ابحثُ عن عبقِ الوردِ
لتصدمني رائحة الجثثِ المسفوكةِ
في كلِّ مكان
أبحثُ عن بسمةِ طفلٍ تُسعدني
فأشاهدُ أطفالًا
ألقاها الجوعُ الكافرِ
في بئر الحرمان
أبحثُ في وطني عن قطرة عشقٍ ترويني
يسخرُ منّي الناسُ جَهارًا
يا ولدي أخطأتّ العنوان
°°°
ينسكبُ اللحن حزينًا
حين اسافر في عينيك المجروحة وطني
أتمنى حين الحسرة تعصريني
لو اتقن نسيانك …لكن الذكرى تشتعل بجسدي كالنيران
ولدتني امي بين النكبة والنكسة
فشرعتُ أخط الشعر صبيًا
يتلوى في ثغر البركان
فانسكب الحرف جريحا
وانثال الشعر كئيبًا
يا وطني هل بالشعر تعود الأوطان؟
°°°
تأتيني الفكرةُ
تهربُ احيانًا
احيانًا أخرى تشتعل بروحي كالبركان
أصرخُ يا جسدي المتعبُ
فلتخرجُ من محراب الروح لأسمو
وأعود لكون أجمل
من هذي الأكوان
يا جسدي المتعب فلتخرج
كي ارسو في مرفأ عشقٍ يحضنني
كي أحيا في بقعة أرضِ
تحترمُ حقوقَ الإنسان