لا تقلق يا أبي

 وعد الله ايليا | العراق

شجرة الزيتون الوحيدة
التي كانت في حديقتنا
قد أزهرتْ وأثمرتْ
كشجرةِ الأبدية
وسريرُكَ الصنوبري الأخضر
باقٍ بأنوارهِ المُشعّة ..

أُبشّرُكَ يا أبي
بأنَّ الأصدقاء الأعداء
كفّروا عن ذنوبهم وحماقاتهم
وعادوا بملابسهم الجديدة
أغلقوا الأنفاقَ التي حفروها
بعد أنْ مزّقوا سَوادَهُمْ
ليُحرّروا وحدتنا القاتلة
لأنّهُمْ جوعى لخُبزِنا وعطشى لمائنا ..

لا تقلق يا أبي
حتماً سيلبسُ الفجرُ جلبابهُ الأبيض
ونعودُ إلى بيتنا القديم
كي نوقدَ كل المصابيح المُطفأة
كطُيورٍ أنهكَها التعَبْ
رغم ضياع أوراقنا الثبوتية
حتى لو اخترقت السيوفُ صدورَنا
وفهرَستْ الدموعُ تجاعيدَنا ..!

لا تقلق يا أبي
بعد كُلِّ هذا الغياب
سنصمدُ ونتمسّكُ بوصيّتكَ
نلتصقُ بجذورنا ونُعانقُ الأرض
نلتقي بالظّلالِ التي فارقتنا
سنبقى في بيتنا الى حين موتنا ..

لا تقلق يا أبي
عندما تُمطرُ السماء
نستجمعُ قوانا لنشُمَّ رائحتكَ
كي تُباركَنا أيقونات القديسين
وتحفظُنا أزاهير الخلاص
لأنّنا نستحقُ قُبلات العذارى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى