أدب

رؤيا

شعر : عبد الصمد الصغير

كـأَنِّـي أَجُــرُّ اللَّـيْــلَ بَـيْـنَ النًَـوائِـمِ
كَـأَنِّي مُـرورُ الشَّـمْسِ فَـوْقَ الْعَوالِـمِ

كَـأَنِّي التَّرائِي سابَـقَ الْأُفْـقُ نَـظْرَتي
كَـصُـبْـحٍ بَـعيـدٍ قَـدْ تَـجَـلّى لِـهائِـمِ

كَـأَنِّـي عُـبـورُ الشَّـمْسِ لَيْـلاً لِبُـرْهَـةٍ
لِتَـبْـدُو عَـلامــاتُ الــرُّؤى لِلْـقَـوائِـمِ

كَـأَنِّي بِساطُ الرِّيحِ في إِثْـرِهِ الْهَـوى
وَريحِي دُخـانٌ مِـنْ تَـوالِي الْهَـزائِـمِ

سَـأَغْـفُـو قَـليـلاً رَيْـثَـما يَنْـجَلي لَـنا
قِـناعٌ ، وَأَلْـوانٌ … لِـتَبْـدو مَعَـالِـمِي

سَأَرْمي بَصيصَ الضَّوْءِ في أَيِّ عَتْمَةٍ
وَأَُرْمي ظَـلامـاً وَقْـتَ حَــرِّ السَّمـائِمِ

سَأَبْني قُصُوراً بَيْـنَ حَـرْفي وَحِـبْـرِهِ
وَأَنْـسى كَـلامـاً فـيهِ تَـكْـبُو عَزائِـمِي

سَـأُهْـديكِ حُبّاً حينَ يَـتْلُـو قَصائِـداً
يُناجِيكِ حُـبّـاً … كَيْ يَفُـكَّ تَمائِـمِي

سَيَعْفو عَلَيْنا رَبُّـنا .. بَـعْدَ مِحْـنَةٍ
وَ يَدْنو إِلَيْنا النَّصْرُ بَعْدَ الْهَـزائِـمِ

وَصَدْري جُماعُ الْمَلْحَماتِ الَّتي رَوَتْ
دِمـاءً لِأَرْضٍ قَـدْ شَـقَـتْ بِالـمَظـالِـمِ

يَعـودُ بَهـاءُ الْأُمْـنِـياتِ .. اسْـتَـبَـدَّني
بِحُـلْمٍ تُنـادِيني … وَفيهِ مَـغارِمِي

فَكَيْفَ أَشُوفُ الْهارِباتِ وَ قَدْ لَـوَتْ
تِبـاعـاً … لِأَجْـيـالٍ تِـبـاعِ الْـقَـوائِـمِ

لَقَدْ غُصْتُ في سَطْحِ الْحَياةِ وَعُمْقِها
بِحـاراً بَـراري … تَـنْـتَـهي بِـالْعَـوائِـمِ

رُجُـوعاً بِـذاتي … مـا رَأَيْـتُ عَـلامَـةً
وَنَبْـشاً بِأَسْـرارِ الْـوَرى وَ الْعَمائِـمِ

وَقَدْ قُمْتُ مِنْ بَيْنِ الْعِـظاتِ وَ أَهْلِـها
فَصِـرْتُ الَّذي يَشْكُـو ضَياعَ الْمَعالِـمِ

أَرانـي ، إِذا أَبْصَـرْتُ لامِـعَ حِكْـمَـةٍ
إِذا الضَّوْءُ يُلْقَى في غَيابِ الدَهائِمِ

أَرَى النّاسَ في عَيْنٍ تُريها مَطامِعاً
وَيَـسْلُـبُها الـرُّؤْيا … نِـداءُ الْغَـنائِـمِ

أَرانـا بِخَـيْرٍ … حَـيْثُما تَخْتَـفي الْأَنا
لِنْـنْهي هُبُـوبَ النَّـفْسِ بَيْـنَ الْهَمائِـمِ

أَراني كَـأُفُـقٍ … نُطْـقُهُ حِكْـمَةٌ لَـنا
وَأَنِّي مُرورُ الشَّـمْسِ فَـوْقَ الْعَوالِمِ

وَعِنْدَ الْهَـوى ما فاتَـنِي غَـيْرُ مَـوْعِـدٍ
سَـيُدني إِلَيْـنا النَّـصْـرَ بَـعْدَ الْهَـزائِـمِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى