على حافة الجنون

مروان عياش | سوريا

بعيداً عن كلِ هذا الصخبْ
أَستلقي بين فياتٍ و زوالات
أتلهى بقراءة سحبِ اليوم
أَتَمَرَّغُ أفكاراً تتحرك كما الرمال
على الشاطئ المحال
عواصف من أحلام ناعمة
تُبقيني يقظاً كالليل في النهار
وحده نسيمٌ مجنون
هباته…. هبات
تنعشُ اختناقَ لحظة
غاضبة
كافرة بؤس الحياة
وحده يَعقِل الجنونُ ما بقي من إرثي
إنسانٌ وأي إنسان
أرممُ المعقولَ من بقايا صُدف،
خَبيئة بين الأيام
كالقواقع عالقةً في مياه رقيقة،
أواخرُ نهرٍ من ذكريات .
أرفعُها كي أستمعَ لصدى الأمواجِ
للضجيج القديمِ،
يتساقطُ فوق وجهي
كالرذاذ.
وحده الجنون هباته… هباتْ
تدفعُ عن عيوني ما تكدسْ فوقها
من أوراقِ الخريفْ.
تذرفُ ما علقْ بين دموعي من وداعاتٍ
وأصوات.
وحدها الهبات… المجنونة
لا تلقي أسئلة
لا تطلب إذناً من نافذتي
كي تحملَ إلى سريري فجراً من الزنابق.
ولا تنتظر قيامتي عند الصباح
لتشعلَ بخوراً من الشعر
يعطرُ قصائدَ بيتي.
ويسقي الزرع الأخضر بين الكلمات ..
بعيداً عن ذاك الصخب
أعيدُ رسمِي… على الرملِ
وأنظرُ لمسحةٍ… من البحرِ
تعمدني مسيحاً….
أراقبُ انتزاعَ الخطوط في لوحتي
تتلاشى…
ملامحي الأولى تتلاشى
ليبقى وجه أبي.. برهة
ثم بسمة أمي
ثم وجهٌ لا أعرفه….
و تتلاشى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى