قراءة في رواية ” المنسيون ” للكاتب الفلسطيني ” أبو علاء منصور “
قمر عبد الرحمن | فلسطين
هذه الرّواية مزّقتني من الأعماق.. جعلتني أكثر دموعًا وأكثر خشوعًا.. جعلتني أنظرُ بوجهٍ باهتٍ لأحلامي العاديّة.. أشكر الله وأقدّر كلّ تفاصيل حياتي اليوميّة.. لم أشعر بالقهر بالقدر الذّي أحسست به بعد قراءة سطور (المنسيّون).
هذه الرّواية نبشت ألفَ سؤالٍ وسؤالٍ في ذاكرتي بلا إجابة ولا حتّى (.) نقطة انتهاء، الأسئلة جميعها منقوصة تنتهي بعلامة استفهام خجولة (؟)
الأسلوب السّهل الممتنع في طرح الحكايات أو البطولات عن الأسرى والمحرّرين والفدائيين والأمّهات، يزيد وتيرة إحساس القارىء بالألم..
كيف يُعرّف الألم؟
هل هو الوجع المتوقّع أم الوجع غير المتوقّع؟
أليس من خصال الوطن أن يحتضن أبناءه ويضمن لهم عَيشهم بكرامة؟
أليس من خصال الأبناء أن يلبّوا نداء أمّهاتهم للعشاء؟
لماذا الوطن فقَدَ خصاله المقدّسة؟
ولماذا الأبناء لا يسمعون النّداء ولا يرجعون؟
والأمّهات ينتظرن..
والعشاء يبرد..
والموت مستعجل..
والعمر لا يملك إلا المضي..
والأمل باقٍ.. ما دمنا على هذه الأرض..
شكرًا أستاذي الأديب “أبو علاء منصور” على هذه الرّواية التي لا بدّ منها رغم الوجع المتخم بها؛ خشيّةَ توثيقٍ آخرٍ يصفُ ما لا نريدُه -لقد رسمت الألم كما هو- ويبقى الفلسطيني الوحيد في هذا العالم الذّي يتقن التّأقلم مع الوجع ويعيش؟!