لو كنت شاعرا

محمد الدمشقي / سوريا

 

لو كنت شاعرا
لرسمت قلبي
في سماء طفل شريد
لأنهمر في عينيه
قبل أن يغمض دمعته و حلمه
و أتعلم منه أبجدية الأمل
و كيف أصنع من حزن القمر
رغيفا مبتسما

لو كانت لدي بحة الشعر
لأطعمت حروفي لعصفور صغير
كي تنبت للكلمات أجنحة
ترفرف بها بعيدا عن ظل صمتها
و قفص انتظارها المتسخ
و تنزع عنها
ثوب بردها القاتم

لقمت من الرفات
كوجع قصيدة
و ارتديت ألمي
و مشيت على اشواك قلمي
حافي الوهم و الانتماء
الا للعاشقين
الذين يرسمون على القمر
شفاه الحبيبة
و يقبلونها من خلف الزجاج

اه لو كانت لدي بزة شعر رسمية
لدخلت بها الى حفل الغد
بصفة ناج أخير
من محرقة الظمأ
لألتقط سيلفي
مع فكرة بلا كمامة
و نبضة هاربة بضبابها
من كاميرات المراقبة العمياء
و مقصات العتمة
و نظاراتها السميكة العابسة

لو أن لي مركب شعر
أبحر فيه الى أقاصي ذاتي
أستكشف ما تبقى من ملامحي
التي سحبتها الموجة
و سباها الرماد
أصل به إلى معناي
خارج سرب بوق أصم
و طبل أجوف
لست كلمة رمادية مبتورة
بين طيش رصاصتين
تقتتلان على… بر منهوب يتقاذفه الموج
من يغرق أولا
أنا… أم خطوتي ؟
من يكتب السطر الأخير
الدم أم الياسمين؟
و من دمعه أشد سخطا
التراب أم السماء ؟
سجلي… يا دفاتر النحيب

لو انتابتني لوثة الشعر
لاغتسلت من آثام ليلي
بتنهيدة بعيدة بعيدة
و أهرقت ماء انتظاري الآسن
على عشب الامنيات القصير
قبل أن تجزه الحرب التي
لا تريد أن تذرفنا
من عين الموت الحمراء
الا بعد أن تكنسنا الريح
كأوراق هذا الشعر الذي
لا يسد رمقا
و لا يغني من عطش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى