قُدسُ العروبةِ للعروبةِ مَعبدُ
نزيه حسون | شفا عمرو – فلسطين
ألأرضُ تَنطقُ والمعالمُ تشهدُ
قُدسُ العروبةِ للعروبةِ مَعبدُ
|||
قُدسُ العروبةِ والمآذنُ كلُّها
سورًا مِنَ الذكرِ الحَكيمِ تُجَّوِدُ
|||
وكنائسٌ تتلو ترتيلَ الهُدى
ومآذنٌ حسنَ الدعاء تُرَددُ
|||
ترنو لمنْ سمكَ السَّماءَ بِهيبةٍ
وعلى الثَّرى طُهْرُ الثرى تَتَوَسَّدُ
|||
فَتَظلُّ في سفرِ الزَّمانِ مدينةً
عَبر الدُّهورِ بطُهرها تَتَسرْمَدُ
|||
يا قُدسُ أودعتُ الفوأدَ قَصيدتي
فدعي فوأدكِ للقصيدِ يُزغردُ
|||
ولتبرقي نورًا يَشعُّ قَداسة
ودعي العروبةُ في فضائكِ تُرعدُ
|||
هذي مزامير الفوأدِ روايةٌ
بفصولها تاريخ مجدكِ يُسردُ
|||
لَكِ منْ شغافِ القلبِ سوفَ أبثها
شعرًا بِهِ زهرُ الهوى يتورَّدُ
|||
شِعرًا لطُهرِ القُدسِ يسجدُ خاشعًا
فَوقَ الثرى القدسيِّ حيث المسجدُ
|||
حيثُ الرسول إلى السماء بِهَيْبةٍ
مِن طُهرِ هذي الأرضِ صَمَّمَ يَصعدُ
|||
في القدسِ عندَ السورِ تسكن مُهجتي
ووجيبُ قلبي خاشِعًا يَتَعبدُ
|||
يا قلبُ نبضُ القلبِ فيكِ متيَّمٌ
في كُلِّ خفقٍ في الهوى يَتَنَّهدُ
|||
لكِ في دمي زَهرُ الغرامِ مُبرعمٌ
ولكِ القصيدةُ مِنْ جراحيَ تولَدُ
|||
قدسي الحبيبة احضُنيني عاشِقًا
بهواكِ في كُلِ المحافلِ يَشهَدُ
|||
فهواكِ مِنْ ربُّ السماءِ مُقَدَرٌ
وهواكِ مِنْ لدنِ الإله مؤكدُ
|||
أعمى المعرَّةِ لا ضجيجَ بقدسِنا
فكنيسةٌ يرنو إليها مَسجدُ
|||
وتُعانقُ الأجراسَ صوتَ مؤذِنٍ
عبرَ المآذنِ خاشعًا يتَشَهَّدُ
|||
فالقدسُ إنْ سادَ السلامُ يمامةٌ
وإذا استبدَّ المارقونَ مُهنَّدُ
|||
والقُدسُ عاصمةِ العواصمِ كلِّها
ولنَصرِها الحتمِيِّ دومًا نُنْشِدُ
|||
يا زَهرةَ المُدنِ العريقةِ كُلِّها
يَفنى الزَّمانُ وسحرِها لا يَنفدُ
|||
أينعتِ في فَننِ العُروبةِ وَرْدةً
عَبرَ العُصورِ ربيعُها يَتَجدَدُ
|||
وأَريجُ أقصاكِ النَّديِّ إذا سرى
فالقَلبُ مِنْ فرطِ الهوى يَتَمَدَّدُ
|||
ويذوبُ شوقًا للقداسةِ والهوى
ويسيلُ منْ قلبِ الضُّلوعِ ويَسجدُ
|||
أعمى المعرَّةِ لا ضجيج بِقدسنا
لكنَّما الغُرباءُ فيها أفسدوا
|||
فالقُدسُ أفْعَمَهَا الغُزاةُ كآبَةً
وتطاولوا وتَجَّبروا وتَوَعَّدوا
|||
حتّى المساجد قدْ أَباحوا هدمَها
والقهرُ في قُدس الكنائسِ أغمدوا
||•
صلبوا المسيحَ على الصليبِ تطاولاً
وجراحنا مِنْ يَومها ما ضمَّدوا
|••
إنِّي أرى وَجهَ العدالةِ باكيًا
وأرى الضميرَ ممزَّقًا يَتَنهَّدُ
|||
كَمْ مِنْ بريءٍ في السجونِ مُقيَّدٍ
وعلى الشوارعِ مُجرمٌ يَتَنَمردُ
|||
رعديدةٌ تلكَ الرصاصات التي
عُشبَ الطفولةِ فوقَ أرضي تَحْصد
|||
وجبانةٌ تلكَ الصواريخُ التي
تُلقي الشظايا فوقَ شيخٍ يَسجدُ
|||
زيتونةُ التاريخِ يا مهْدَ الهُدى
سنَظَلُّ باسمكِ للعروبةِ نُنشِدُ
|||
مهدُ المسيحِ وأنتِ أقدسُ بُقعةٍ
ولقُدسها أسرى النَّبيُ مُحمدُ
|||
وإذا أقامَ على تُرابكِ غاصبًا
يقضي الزَّمان بأنَّهُ لا يَخلُدُ
|||
إنِّي أرى خلفَ الظلامُ تَوهُجًا
وأرى صلاحَ الدينِ فينا يَرصدُ
|||
وأرى صلاح الديِّنِ يَرجعُ فاتِحًا
ولهُ جموعُ الثائرينَ يُزَغردوا
|||
فيكِ ابتدأتُ وفيكِ أنهيت الهوى
حيًا وميتًا في ربوعِكِ أرقُدُ
|||
أودعتِ فيَّ المجدَ قبلَ ولادتي
ففداءَ مجدَكِ باسمًا أستَشهدُ
|||
مَنْ قالَ مَوتُكَ يا شهيدُ نهايةٌ
شمسُ الشهيدُ لهيبُها لا يَخمدُ
|||
فَفِداكِ يا قُدسي أموتُ بِعزَّةٍ
وإذا أرَدتِ بُعَيْدَ موتيَ أُولَدُ
|||
قُدسُ الكرامةِ ما أتيْتُكِ باكيًا
جئتُ البطولةَ في رحابكِ أشهدُ
|||
جئتُ الدِماءَ على التُرابِ مُقبلاً
وعلى ثرى الشُهداءِ جئنا نسجُدُ
|||
ألآنَ تشتَعلُ القصيدةُ في دمي
فَيصيرُ حرفي ثورةً تتمرَّدُ
|||
ألآنَ أكتبُ للشُّعوبِ وَصِيَّتي
ووصيَّتي أجيالنُا ستُجَسِّدُ
|||
ووصيتي القُدسُ تبقى قبلةً
فيها صروح العائدينَ تُشيَّدُ
|||
وتعود قدسي للفلسطينيِّ الذي
بدمائهِ وصمودهِ يَتَعَمَّدُ
|||
ألآنَ أتمَمتُ القصيدةَ خاتِمًا
قُدسُ العروبةِ للعروبةِ مَعبدُ