سوالف حريم.. الفأر المسكين
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
أعترف أنّ لي قلبا رقيقا، يمنعني من قتل بعوضة تمصّ دمائي وتسبب لي حساسيّة جلديّة يصعب علاجها.
ففي يومي هذا دخلت مخزنا لنا تحت بيتي، ووجدت فأرا في الفخّ الذي ينصبه زوجي لاصطياد الفئران، ويبدو أنّه "درص"أي "صغير الفأر" وكان يصدر "صريرا" طفوليّا يرقّ له القلب، فقلت في نفسي لولا أنّه غرّ صغير لما وقع في الفخ، وأشفقت عليه، وقرّرت إطلاق سراحه بعيدا عن البيت، حتى لا يعود إلى مخزننا ويقع في الفخّ مرّة أخرى، واعتبرت ذلك الفأر محظوظا، لأنّه لو أمسك به زوجي أو أحد أبنائي لحطّم عظامه تحت حذائه، فحملت هذا الفأر البائس، وأطلقت سراحه في منطقة خالية تبعد عن بيتي وبيوت غيري بما لا يقلّ عن مئة متر، وقلت له:
اذهب فأنت حرّ وخالقك أولى بك.
التفت المسكين حوله، ومشى باتّجاه كومة من الأعشاب الكثيفة، وقبل أن يصلها هوى عليه غراب والتقطه بمنقاره وطار به! فحوقلت وقلت في نفسي" تعدّدت الأسباب والموت واحد". وأصدقكم القول: بأنّني حزنت على ذلك الفأر البائس الذي نجا من الفخّ ليستقرّ في حوصلة غراب.