حديث الفكر والقلب: ما الفرق بين لفظي (البعث) و (الإرسال) في القرآن؟
ماجد الدجاني | فلسطين
قال تعالى: (وأرسل في المدائن حاشرين) الأعراف و (وابعث في المدائن حاشرين) الشعراء؟
الفعل (بعث( فيه معنى الإرسال تقول بعثت شخصاً فيه معنى الإرسال لكن في بعث أيضاً معاني غير الإرسال.
الإرسال أن ترسل رسولاً تحمّله رسالة لطرف آخر. و(البعث) قد يكون فيه إرسال وفيه معانٍ أخرى غير الإرسال أي فيه إرسال وزيادة. (تبعث بارِك) أي الجمل، (تبعث الموتى) ليس بمعنى إرسال ولكن يقيمهم، فيه إثارة وإقامتهم (إن للفتنة بعثات) أي إثارات، فيها تهييج. (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا (247) (البقرة) أي أقامه منكم. ولذلك عموماً أن البعث يستعمل فيما هو أشد.
نضرب مثالاً: (قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) (الشعراء)، و(قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ (111) (الأعراف)
والقصة قصة موسى في الحالتين: الملأ يقولون لفرعون وابعث في المدائن وأرسل في المدائن. فننظر لتكملة كل آية من الآيتين (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) (الشعراء) صيغة مبالغة، والثانية (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) (الأعراف) ليس فيها مبالغة ساحر ليس فيها مبالغة بينما (سحَّار) فيها مبالغة لأنه في الشعراء المحاجة أشد مما كانت في الأعراف.
لو قرأنا قصة موسى وفرعون في الشعراء المواجهة أشد من الأعراف وفرعون كان غاضباً فقالوا وابعث في المدائن أنت أرسل وأقم من المدينة من يهيّج عليه أيضاً هذا معنى (ابعث) هذا البعث، أن تبعث أي تهيّج، تقيم لذا قال بعدها (بكل سحّار عليم). ولما قال: (أرسلْ) قال: (بكل ساحر عليم).
فالبعث هو أشد وفيه حركة أما الإرسال فلا، فالبعث هو الإرسال وزيادة ولهذا قال تعالى (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5) (الإسراء) فيه قوة وقسوة وعمل.