يتساقط الغياب كالمطر
سمير حماد – سوريا
يتساقط الغياب كالمطر
على مفرق الفصول ,
في ممرات الرياح وعلى عتبات الجبال ,
كلما حلّ الليل , أتوهّم اصواتا لأشباح لا أراهم ,
لكنني لاأسمع أي شيء أبدا ,
الصورة هي التي تتكلم في خيالي،
لا أرى سوى الليل ,
شارع طويل يتدلى منه عنقود من النجوم ,
أغرس يدي في حديقته السوداء ,
فتتتفتح ورود الروح ,
ويهرب قلبي الى الطفولة ,
فارحل مع العصافير متدفقا في روح النور,
كم اتمنى ان يكون كل ما اقوله مرئياً،
يلج كلامي , في سراب الصمت ,
تتحرك الاشياء في قافلة من الحروف،
حياة تسبق الكلام , ثم تخلد للصمت ,
كلما حلّ الغروب ,
اعبئ الشفق في كأس نبيذ احمر ,
ثم أشربه حتى الثمالة ,
بعدها , اتحول الى قطعة صلصال منطفئة ,
اتدحرج مع الليل , مقتربا من الصدى ,
متنقلا من تعرج الى اخر , في مسالك مختصرة ,
لاصل الى صورة موجزة عن حياتي الكاملة ,
انا من سلالة الاشجار المتدفقة في المدى،
والسماء المدهونة بالسحب الماطرة ,
انا حزن الصوت وصوت النور،
أنا لحظة البداية، وفجر البزوغ..