مقال

المملكة الثالثة: رؤية محمد بن سلمان نحو المستقبل المشرق

الاحتفال بـاليوم الـ 94 لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية

بقلم: فرحات جنيدي

     مع مرور الذكرى الـ 94 لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، نستطيع اليوم أن نقول بصوت مرتفع: “أهلًا بكم في المملكة الثالثة!”، وهي المملكة التي تشهد نقلات تاريخية عظيمة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أصبح رمزًا للتحديث والنهضة في المملكة.

المملكة الأولى: بناء الدولة السعودية
تعود بداية تأسيس الدولة السعودية إلى منتصف القرن الثامن عشر، عندما أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى بالتعاون مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب. استمرت هذه الدولة حتى عام 1818، وكانت الأساس المتين لتوحيد القبائل والعشائر في شبه الجزيرة العربية تحت راية واحدة، مما عزز من استقرار المنطقة وازدهارها.

المملكة الثانية: استعادة الوحدة
في عام 1824، استعادت الأسرة السعودية مجدها بعد سقوط الدولة الأولى، بقيادة الإمام تركي بن عبدالله، الذي أسس الدولة السعودية الثانية. استمرت هذه الفترة حتى عام 1891، حيث كانت مرحلة استعادة الوحدة الوطنية وترسيخ دعائم الدولة التي دُمّرت بعد الهجمات الخارجية، مما أتاح للشعب السعودي فرصة للتمسك بأرضه وهويته.

المملكة الثالثة: عصر الحداثة
في عام 1932، أعلن الملك عبدالعزيز آل سعود توحيد المملكة العربية السعودية، وبدأت رحلة التنمية الحديثة. شهدت المملكة تحولًا اقتصاديًا كبيرًا، حيث أصبحت قوة اقتصادية عالمية مع اكتشاف النفط. ومع ذلك، بقيت المملكة تواجه التحديات المحلية والدولية في ظل السعي المستمر لتحقيق التطور والازدهار.

الدور الكبير للأمير محمد بن سلمان في المملكة الثالثة
في السنوات الخمس الأخيرة، قاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المملكة إلى مستقبل مشرق من خلال رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد الكلي على النفط. وضعت رؤية 2030 أسسًا للنهضة الشاملة في مجالات متعددة، أبرزها التكنولوجيا، والثقافة، والاقتصاد، والابتكار.

1. التحديث التكنولوجي والبنية التحتية
من خلال مشروع “نيوم” الطموح، الذي يُعد أكبر مشروع حضري في العالم، تعمل المملكة على بناء مدن ذكية تعتمد على الطاقة المتجددة، مما يجعل الرياض تنافس مدن مثل باريس من حيث الرفاهية والتطور التكنولوجي. ساهمت هذه المشاريع في ترسيخ مكانة المملكة كمركز تكنولوجي عالمي.

2. الإصلاحات الثقافية والاجتماعية
بفضل إصلاحات محمد بن سلمان، شهدت المملكة تحولًا كبيرًا في المجالات الثقافية، حيث تم إدخال برامج ترفيهية غير مسبوقة، والسماح للنساء بالمشاركة الفاعلة في المجتمع، سواء في المجال العملي أو الترفيهي. أصبح الفن والموسيقى جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في المملكة، مما يعزز انفتاحها على العالم.

3. الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل
من خلال رؤية 2030، وضعت المملكة استراتيجيات لتنويع مصادر دخلها، مما عزز من مكانتها الاقتصادية عالميًا. تم إطلاق مبادرات لتطوير الصناعات السياحية، والتكنولوجيا، والترفيه، مما زاد من نسبة الاستثمارات الأجنبية وجعل المملكة محورًا للاستثمار في المنطقة.

السعودية اليوم: بين الماضي والحاضر
اليوم، مع احتفالنا باليوم الوطني الـ 94، نستطيع أن نقول بفخر إن المملكة تدخل عصرًا جديدًا من الحداثة والازدهار. تجاوزت المملكة التحديات التي واجهتها في الماضي ونجحت في بناء قاعدة صلبة لمستقبل واعد، حيث تتحول الرياض إلى وجهة عالمية تنافس المدن الكبرى مثل باريس، ولندن، ونيويورك. كل ذلك يعود إلى رؤية محمد بن سلمان القيادية التي تضع السعودية في طليعة دول العالم المتقدمة.

ختامًا، نستطيع اليوم أن نرفع أصواتنا بفخر ونقول: “أهلًا بكم في المملكة الثالثة”، المملكة التي تجمع بين التراث المجيد والحداثة المتطورة، وتشق طريقها بثبات نحو مستقبل مشرق يليق بتاريخها العظيم وشعبها الطموح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى