وقف إطلاق النار لا يعني وقف العدوان على الداخل الفلسطيني!
أمير مخول – حيفا – فلسطين
خطاب نتنياهو في تبريره لوقف إطلاق النار (الجمعة 21/5/21)، هو خطاب المأزومين المخفقين، وهو أيضا خطاب تهديدي ترهيبي لجماهير شعبنا في الداخل، وكأنه يقول الآن جاء دوركم.
إنه إعلان نوايا نحو استمرار العدوان على البعد الاستراتيجي الذي تشكله الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل لكامل النضال التحرري الفلسطيني. وربما يريد ان يدفع الغضب الشعبي تجاه إخفاق حكومته نحو رفع منسوب العداء والتحريض على هذا الجمهور.
لا يقل خطورة هو تصريحه المتكامل مع تصريح وزير الحرب غانتس قبل ثلاثة أيام حين حدد أحد ثلاثة أهداف الحرب بتشجيع الاعتدال في المنطقة. فقد أشاد نتنياهو بقوى الاعتدال التي احب ان يسمعها وهاجم القيادات التي لم تقل ما يروق لاذنيه بل كانت لسان حال الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والداخل، وتوعّد بأشد العقوبات وبقبضة من حديد ومواصلة الاعتقالات.
لم تخفق حكومة اسرائيل في القدس والاقصى والشيخ جراح فحسب، ولا إخفاقها الاستراتيجي في غزة فحسب، بل أيضا اخفقت في تحالف الترهيب الدموي بين الشرطة واذرع الامن والاعلام والعصابات الدموية الارهابية كلهم لكسر إرادة جماهير شعبنا في الداخل، وأخفقوا في النيل من دورها في تقاسم الهم الفلسطيني وفي تحوّل هذه الجماهير الى مجموعة فلسطينية اساسية ليس فقط عدديا بل لا يمكن تجاوز دورها لا فلسطينيا ولا اسرائيليا.
كان من الحري في مفاوضات الهدنة والتهدئة ان تشمل وقف العدوان على الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل بما في ذلك وقف الاعتقالات السياسية واطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات وشطب لوائح الاتهام القمعية. إلا ان جماهير شعبنا تقوم بدورها ليس بانتظار لفتة ولا موقف سياسي كاسر للحدود، بل تلبية لنداء الضمير والواجب والمسؤولية وتقاسم الهم ضمن قضية فلسطين وشعبنا الفلسطيني – قضيتنا.