السياسات العربية في زمن أكثر عبثية
محمد القليصي | صحافي يمني
نحن نعيش في الزمان الأكثر عبثية والأكثر إثارة للسخرية. الزمان الأكثر عبثية من ذاك الزمان الذي تحدث عنه المسرحي الشهير صامويل بكت – رائد المسرح العبثي الذي ظهر مؤخرا” كنوع جديد من أنواع الدراما الغربية The Theatre of the Absurd – في مسرحيته الشهيرة المسماة Waiting for Godot ” في انتظار جودو.
حيث أمريكا تهدد إيران في العراق وبالمقابل إيران ترد وبصرامة على التهديدات الأمريكية بقصف مناطق عراقية. وتحارب السعودية إيران بقصف اليمن وفي المقابل ترد إيران على السعودية بحرب – هي الأعنف – على أبواب مدينة مأرب. وفي أخر المشهد ستتصالح الولايات المتحدة مع إيران وبدوره سينتج تصالح إيران مع السعودية وهذا ما تشير إليه جولة المفاوضات السعودية الإيرانية في العراق مؤخرا وتم وصفها من قبل رئيس العراق بأنها مستمرة ومثمرة. وحينما يحدث ذلك عندئذٍ لن تكون الاشلاء الا يمنية أو عراقية.
والنظرية التقليدية- في حقل العلاقات الدولية- لإحلال السلام تنص على هذه المقولة العوجاء ” من أجل أن تعيش في سلام ينبغي أن تكون مستعداً للحرب” وهذا هو السائد؛ وبهذا تكون الحرب هي الطريق الوحيد للتفاوض الذي قد يؤدي للسلام وهذا نادر جدا وفي أغلب الأحيان يكون تعثر الاستكمال هي النتيجة.
يقول الكثيرون من دارسي السياسة والعلاقات الدولية أن نجاح أي مفاوضات سياسية مرهون بدفع عسكري ومن يحقق انتكاسات – لن أسميها انجازات – هو الطرف الذي سيحرز تقدما ملموساً في المفاوضات.
يحدث ذلك دون أدنى مراعاة للجانب الإنساني أو حتى الأخلاقي والبعض يعتقد أن الحديث عن أخلاق في الحرب هو نوع من العبث أيضا.
وهكذا يظل العبث هو سيد الموقف.