أخبار

اقرأ في العدد (75) من “الشارقة الثقافية” إضاءة على تفرّد صلاح فضل ومنجز عبد العزيز المقالح

الشارقة | دائرة الإعلام والثقافة
صدر أخيراً العدد (75)، لشهر يناير (2023م)، من مجلة (الشارقة الثقافية)، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد تناولت الافتتاحية التي جاءت تحت عنوان (الحروف العربية.. ومنظومة القيم)، كيف أنّ الحروف تطوّرت وتحوّلت من صور ورسوم ورموز، إلى كلمات خارقة لها تأثيرها الكبير في الحياة، وبعد أن كانت انعكاساً للبيئة القديمة والمكان الأوّل، وتعبّر عن حاجات الإنسان الأساسية، أصبحت لغة كاملة لها نظامها وسلطتها وأبجديتها؛ فكانت في كلّ حقبة وعهد تكشف عن معانيها المتعدّدة ومساراتها المتجدّدة، وترسم ملامح الكون بكلمات وآيات تثير الدهشة وتفجّر اللحظة، وبها تحقّق للإنسان كيانه وعلاقاته وإنسانيته، واتسع خياله نحو فضاءات مفتوحة، والأهم أنّه من خلال الحروف، استطاع أن يحوّل ما في داخله، من انفعالات ومشاعر وتناقضات إلى أفكار مهمّة، أنجبت الإبداع والمبدعين، وأسّست لمنظومة قيم وابتكارات، نقلت البشرية إلى الرقي والتقدّم والحداثة.


مدير التحرير نواف يونس؛ أشار في مقالته (من خيال الأديب إلى عبقرية العالم)، إلى أنّ أهم وظائف الأدب، أن يؤدي إلى عملية التطهير، عبر الزمكان، بحيث يعبر عن النفس البشرية وتطلعها، بل وتوقها الدائم إلى التطور والتقدم، مع تغير الزمان والمكان، وهو بذلك يقوم برسالة سامية، تدرك النفس البشرية من خلالها الغاية من وجودها. وأوضح أنّ أدب الخيال، استطاع توجيه مسيرة التوجه العلمي، منذ منتصف القرن التاسع عشر، والذي كان جسراً للتواصل، بين عصر الصناعة، الذي مهّد لانتقال البشرية من الجهل والتخلف، وبين القرن العشرين، الذي انطلقت منه البشرية برحلة طويلة لا متناهية، نحو اللامحدود في خدمة إلإنسان في كل مجالات الحياة، وجعلت البشرية تعيش معاً في قرية صغيرة، وتسمو نحو عالم أوسع وأرحب إنسانياً.
وفي تفاصيل محتويات العدد؛ يتوقف يقظان مصطفى عند مبتكر البندول (رقاص الساعة)، وهو ابن يونس المصري صاحب عبقرية الفلك عبر العصور، وتكتب هالة صلاح عن الاستشراق الفني المبكر وأهم عوامله المؤثرة، فيما يأخذنا أحمد محمد الصغير إلى الوادي الجديد، حيث عيون الماء والنخيل وحكايات الحلم والأمل القادم، ويذهب بنا محمد العساوي إلى مدينة إشبيلية، التي تعد جوهرة الحواضر الأندلسية، وشاهدة على تألق الحضارة العربية الإسلامية.
في باب (أدب وأدباء)؛ يقرأ خليل الجيزاوي سيرة شيخ النقاد الدكتور صلاح فضل، الذي حلق متفرداً بين مناهج النقد الأدبي وتطبيقاته، ويحتفي كل من أحمد الأغبري ومحمد الشحات بمنجز عبدالعزيز المقالح، الذي أسهم في تطوير قصيدة التفعيلة وكرس حضورها، وتحاور لطيفة القاضي الروائية الدكتورة مي التلمساني، التي قالت إنها تحلم بعالم أفضل وزمن مفتوح، ويكتب د. محمد ياسين صبيح عن العلاقة التناصية والتبادل السردي بين موباسان وتشيخوف، وتقدم منى منصور قراءة في رواية (غرناطة لا تعرفني) للكاتب عبدالله العرفج، مشيرة إلى فتنة السرد والواقعية التاريخية، فيما يشارك د. عباس عبدالحليم بمداخلة حول الترجمة وإشكالية العلاقة بالأدب المقارن، ويستذكر أحمد فرحات إحدى الجلسات التقى فيها بورخيس، كبير أدباء الأرجنتين والذي قال (أنا عربي الثقافة شئت ذلك أم أبيت)، ويحاور هشام أزكيض الأديبة نبيهة راشد جبارين، التي تتابع الإبحار في عالم الطفل وتحديات الإلكتروني، ويجري ضياء حامد مقابلة مع الشاعرة شيرين العدوي، التي أكدت أن القصيدة جزء من روحها وشخصيتها، ويتتبع محمد ياسر منصور رحلة جوزيف كونراد من البحر إلى الأدب، ويكتب صابر خليل عن الأديب عثمان صبري، الذي جمع بين الأدب والفن والقانون، وتتناول شذى حريب شهرزاد الحكاية الشامية ألفة الإدلبي، التي تعد من أوائل الأديبات السوريات المميزات، ويطل عزت عمر على تجربة نازك الملائكة، حيث الريادة والتنظير للشعر الحر، بينما يسلط مفيد فهد نبزو الضوء على القصائد المجهولة للشاعر عمر أبوريشة، ويتوقف محمد فؤاد علي عند مسيرة ابن رشيق، الذي يعد رائد النقد في المغرب العربي، وتكتب د. بهيجة إدلبي عن محمود البريكان، الذي يرى العالم من شرفة العزلة، ويرصد د. ضياء الجنابي الدور الحيوي للتلقي في إنتاج النص الأدبي، ويتناول حجاج سلامة كتاب ( محمد جمال عمرو.. أمير شعراء الطفولة)، فيما يكتب د. يحيى عمارة عن المفكر محمد نورالدين أفاية، الذي يعتبر كاتباً مختلفاً، ينجز نصاً متعدد الأصوات.
وفي باب (فن. وتر. ريشة)؛ وقفة مع فريدا كاهلو، التي نقلت وجهها إلى لوحات ناطقة بالحياة، بقلم سالي علي، وإطلالة على عالم شمس الدين بلعربي ورحلة البحث عن العالمية بقلم محمد المغربي، وحوار مع التشكيلي حسن جوني، الذي يعبر عن ولعه بالحياة فنياً بقلم سليمى حمدان، ومتابعة لمهرجان الأردن المسرحي وفضاءات التجديد بقلم محسن العزب، وإضاءة على دور المرأة العربية في مجال الفنون المسرحية بقلم د. نبيل أحمد صافية، ونافذة على تجربة سامي عبدالحميد، الذي يعد من قامات المسرح العراقي بقلم انتصار الجنابي، إضافة إلى إضاءة على سيرة زين نصار.. مؤلف موسوعة الموسيقا والغناء في مصر بقلم عيد عبدالحليم، ورصد لصورة المهاجر في نماذج سينمائية عربية بقلم د. حاتم الفطناسي.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: (مدارات الفكر الإنساني)– بقلم منال محمد يوسف، (صفحة من كتاب الشاي) – بقلم رعد أمان، (عبدالعزيز المقالح.. شاعر بدرجة إنسان)– بقلم د. محمد صابر عرب، (في وداع عبدالعزيز المقالح: ما أوسع الرحيل.. ما أضيق الأمل)– بقلم د. حاتم الصكر، (وصفة طبية من الطبيب تشيخوف)– بقلم إبراهيم إستنبولي، (أبي.. فيودور دستويفسكي) – بقلم مصطفى عبدالله، (الوجه الثقافي للعالم.. ولعبته الخفية)– بقلم ميثم الخزرجي، (الفائض الإبداعي بين الفن والأدب)– بقلم سلوى عباس، (أسرار في خزائن مغلقة)– بقلم نجاح إبراهيم، (الترجمة الأدبية)– بقلم الأمير كمال فرج، (وماذا بعد.. نحن نملك الأسئلة لا غير)– بقلم أنيسة عبود، (في الترجمة والأدب المقارن)– بقلم د. نفيسة الزكي، (نوفل السعيدي.. يقتنص مسافات الحزن)– بقلم مفيد خنسة، (دموع البلياتشو.. آخر رسائل عبدالغفار مكاوي)– بقلم مروان خليفة، (بهاء طاهر.. والأدب الإنساني)– بقلم اعتدال عثمان، (الأدب الفكاهي عند العرب.. نظرة تاريخية)– بقلم سوسن محمد كامل، (اللغة وأهميتها) – بقلم محمد محمود عثمان، (تشكيل الأسطح العاكسة بالتداخلات)– بقلم نجوى المغربي، (مسرحية هيومانيا)– بقلم محمد سيد أحمد، (التجريد والرمزية في الكتابة للطفل)– بقلم ثريا عبدالبديع، (النقد وإشكالية المصطلح)– بقلم مصطفى القزاز.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: مقاربات ثقافية في الأدب والنقد– بقلم سعاد سعيد نوح، أدباء وشعراء جدد وقدماء– بقلم نجلاء مأمون، رسالة الحياة وإنسانية إبراهيم ناجي– بقلم ناديا عمر، أسئلة في الشعر التونسي وكتابات نقدية– بقلم أبرار الآغا، هدى الهرمي.. تطوف في عوالم الاغتراب– بقلم زمزم السيد، التفاعل والحوار والترفيه في (شيء غير طبيعي)– بقلم مصطفى غنايم.
ويحتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: سمير حكيم (المرآة) قصة، المكاشفة مع الذات في قصة (المرآة) لسمير حكيم/ نقد بقلم عدنان كزارة، فيصل خرتش (أطلال المقهى) قصة قصيرة، مجدي محفوظ (ملابس جديدة) قصة قصيرة، محمد عباس علي داود (صاحبي) قصة قصيرة، رفعت عطفة (ماثارييغو) قصة مترجمة، حمادة عبداللطيف (العقل) شعر مترجم، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل، و(أدبيات) فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى