قَليلٌ مِنْ قَليلِكِ يَكْفينِي
عبد الصمد الصغير . تطوان | المغرب
أَرانِي كَـما أَبْــدُو كَـمـا كُـنْتُ أَعْـنـينِي
أَرى شَكْـلَ عُـمْري عابِـراً قَـبْلَ تَكْـوينِي
أَرى خُـضْرَةً في قَـلْبِـنا وَ قَـدِ اصْفَـرَّتْ
أَرَى نَـوْحَــنـا عَـلى حَـمــامٍ وَ زَيْـتُـونِ
أَنـا كَـثْــرَةٌ … بِـلَا ضَـجيـجٍ وَ لا عَــدٍّ
وَ أَنْـتِ!. قَـليـلٌ مِـنْ قَـليلِـكِ يَـكْـفيـنِي
لَـعَـلَّ الْـهَـوى أَضْـنـاكِ مِـنِّـي مَـواعِـيداً
وَ ما الْحُـبُّ إِلّا أَنْتِ لِي مِنْكِ زِيـدِيـنِي
وَ كُلُّ الْجَـوى إِلَيْـكِ يَمْـشي عَلى جَـمْرٍ
وَ ما في الْحَشا نارٌ فَتَـغْلي وَ تَـكْـوِينِي
أَغَـرَّكِ مِـنِّي ما بِقَـلْـبي … وَ مَنْ يَهْـوى
فَأَوْقَـفْتِ فيهِ الْعَيْشَ ،حُـبّاً ، إِلى حِـينِ
وَصَـلْـتُ إِلَـيْـكِ الْآنَ ، إِرْثـاً ، كَـما شَيْـخٌ
وَ أَحْـضَرْتُ ما خَـبَّـأْتِ كَـيْ لا تَصُـدِّينِي
تَأَجَّجْتُ وَاشْتَعَلْتُ حَتَّى انْطَفى جَمْرِي
رَأَيْـتُ فِـنـيـقاً مِـنْ رَمـادٍ سَـيُـحْيِـيـنِي
تَمـاسَكْتُ وَ اسْتَـمْسَكْتُ قَـوْماً بِلَا عَـهْدٍ
وَ قَلْبي يَرَى هٰذا الْهَـوَى لَيْسَ يُجْـدينِي
أَرى الْقَلْبَ يَشْقى بٍالْقُدومِ الَّذي يُخْشى
أَنـا لا أَرى إِلّا الَّـذِي سَــوْفَ يُـنْجِـيـنِي
وَفي النَّفْسِ ضَيْقٌ يَعْتَريها طَوَى ظَهْرِي
وَ لِلّـهِ أمْـري مُـوكَــلٌ … فـيهِ أَرْمـيــنِي
سَـلاماً وَ عَـهْداً … فـيـهِ نُـورٌ وَ أَضْـواءٌ
وَ شَـمْـسٌ وَ أَقْـمـارٌ تَـرانِي فَـتَـبْكيـنِي
فَـلِلَّهِ حُـبِّـي .. واصِلٌ هَـلْ يَـفِـي قَــدْراً
وَ هَـلْ أَهْـتَدي مَشْـياً بِعِـزٍّ سَـيَـحْمِـيـنِي
أَرَاني بِـلَا فَــرْقٍ … أَرانِي كَـما غَـيْـرِي
فَنَحْنُ السَّواءُ، مَنْ طَغَى لَيْـسَ يُغْـرينِي