عامود الإنارة
زكريا شيخ أحمد | سوريا – ألمانيا
أردت الكتابة عن عامود الإنارة .
جلست أتأمله و أنا ممسك قلما ،
أتى أطفال و بدأوا برجم الضوء المعلق برأسه بالحجارة
كأنه مهرطق كبير
ثم غادروا بعد أن حطموه بالكامل .
قمت بتعليق ضوء آخر .
و حين أردت الكتابة
جاء أحدهم دس الضوء تحت معطغه
و ولى مبتعدا .
لم استسلم .
أعدت بطريقة ما إشعال الضوء المعلق بقمته
و عدت للكتابة .
جاء أحدهم خلع الضوء
و علق جثة مكانه .
حزنت جدا لكني لم أستسلم .
انزلت الجثة بكل روية و تؤدة
و بطريقة ما حفرت قبرا و دفنتها .
خلعت العامود ، قطعته لقرم .
غرزت قلما في رأسي
و بدأت الكتابة بقلم آخر .
و أنا واقف في مكان العامود .