رائعة مريم هرموش “أكبر من العشق”

السفير رضا الطايفي | القاهرة

ثاني روايات مريم هرموش التي تتاح لي فرصة قراءتها ،بعد قراءتي لرائعتها “ذلك الغريب”،رواية “أكبر من العشق” هي في تقديري أكبر من كلمات الثناء والإطراء العادية،فهي رواية محفزة علي التضحية من أجل الحب وتحقيق الهدف مهما كانت الصعاب،الحب كقيمة عليا تستحق الصبر والمثابرة ،قد يكون الطريق إليها وعرا،إلا أنها يقينا قيمة عليا تستحق المغامرة والتضحية.فالحياة بلا حب حقيقي تظل حياة باهتة بلامعني،وكما قال الشاعر /إيليا أبو ماضي “إن نفسا لم يشرق الحب فيها هي نفس لم تدر مامعناها..أنا بالحب قد وصلت إلي نفسي وبالحب قد عرفت الله.

الكاتبة الروائية مريم هرموش

لقد شدتني جدا دراما بداية الرواية التي دارت أحداثها في فضاءات عربية وغربية مختلفة مابين القاهرة وباريس وبيروت،حزنت وتعاطفت جدا مع “ريم”بطلة الرواية لكثرة ما واجهت وأخواتها من مصاعب ومفارقات حياة قاسية ،مابين الإنفصال المبكر لوالديها وتفرغ كليهما لتجربة زواج جديدة شغلتهما عن الإهتمام بتربية أطفالهما،ومابين تجربة زواج فاشلة لريم وفقدان الأخيرة لجنينيها في حادث شاحنة مروع ….ثم قرارها المفاجيئ والشجاع للسفر إلي باريس هربا من هذا الجحيم وأملا في حياة أكثر أمانا واستقرارا رغم متاعب ومخاطر الغربة التي خفف من وطأتها خالها الذي يعيش في باريس..أعجبني في بطلة الرواية تماسكها وإصرارها علي النهوض وكذا خفقان قلبها لأول حب لاح لها في أفق الغربة بلقاء “وسيم”الذي اضطرته ظروف لبنان الي الهجرة،والذي سرعان مااختفي وغاب في لحظة وكأنه كان سرابا..أن تحلم “ريم”في مثل هذه الظروف عير المواتية بدا كما لو كان دربا من الخيال والمستحيل.إلا أن البطلة المتماسكة أطلقت العنان لأحلامها،تمسكت بحلم الإقامة والعمل في المهجربما يضمن لها حياة كريمة في عاصمة النور قد تعوضها مافات!!!

 

المبهر أنها نجحت في تحقيق ما كانت تحلم به،سعدت بإفتتاح مشروعها الحلم في باريس سعادة منقوصة شابها حسرة غياب المحبوب..وكأن الأقدار شاءت في هذه اللحظة أن تكافئها وتتصالح معها لتكتمل سعادتهاحين يعود “وسيم”حبيب العمرالذي كان قد غاب وفرض علي نفسه طوقا من العزلة والغموض حزنا علي أخيه المراسل الذي راح ضحية عملية ارهابية غادرة،الأمر الذي دفع ريم الي السفر إلي بيروت لتعزية الأسرة والبحث عن وسيم لعله يكون هناك دون جدوي..وهاهو وسيم يعود ويظهر فجأة متغلبا علي أحزانه في لحظة كانت في أمس الحاجة إليه ليس فقط ليشاركها فرحتهابافتتاح مشروعها ونجاح حلمها ولكن أيضا لينقذها من ذئب بشري كان يتربص بها ،ومن مفارقات الأقدار أنه كان صديقا لوسيم!!!
عاد “وسيم”كالفرسان النبلاء ليؤكد أن الحب أقوي من الحزن والفراق،وأن حبه ريم ليس مجرد حب عادي إنه”أكبر من العشق”.
تهنئة-وإن جاءت متأخرة-للأديبة/مريم هرموش علي هذه الرواية الممتعة نصا ولغة وحوارا وبراعة ومعاني سامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى