التفكير لتفعيل الممكن

محمد نصر علام | القاهرة

نظرا لاننى مهندس بطبعى وتكويني وحتى بالوراثة، فالتخصص يحكم طريقة تفكيرى وتدبيرى وأفرق دائما مابين الحلم (ماقد يتحقق مستقبلا) وبين الممكن أو بمعنى أدق أفضل مايمكن تحقيقه مع الأخذ فى الاعتبار عناصر الساحة الداخلية والدولية ومكونات ومحاور تكوين الدولة المصرية. وهناك كلام واحلام كتير من عندنا وأغاني دولية وإقليمية، وأفكار وتطلعات حتى من كبار مفكرينا الذين أحترمهم وأحبهم، ولكن فى رأيي غير قابلة للتطبيق أو التحقيق فى مستقبلنا المنظور.
لابد أن نفهم جيدا متطلبات (داخلية ودولية) حكم وأمن واستقرار الدولة وضرورة اتساق تصورنا للمستقبل (على الأقل القريب) مع المنهج والفكر الدولي (الحقيقي) وليس كلام الشعارات والمنصات الكلامية.
بلدنا تختلف ظروفها وخلفياتها عن العديد من دول العالم، وتاريخها البعيد والقريب يظهر بلا أدنى شك، قدراتها شعبا وجيشا، بل والأهم دورها ومسئولياتها الاستراتيجية قوميا واقليميا.
وقد لا يستوعب البعض ما أقول، وقد لا يسعد به بعض أخر، ولكن هذا رأيي وطريقة تفكيرى ورؤيته للمستقبل.

ان هناك من يجرى وراء النقد كان بناءا أو هداما، وهناك من يسعى للبناء، وهناك من يسعى للشكر والحمد للمسئولين. ولكن كمواطن مصرى محب لبلده، يجب ان يكون الهدف الاول والأخير هو مصر وشعب مصر وليس لقيادة أو جماعة أو فكر.
كمثال لما أريد قوله، انظروا معى للبرلمان خلال ٥٠ سنة فاتوا، سواء فى انتخابات حرة او غير ذلك. ومنها برلمان الاخوان. من هم كانوا أعضاء البرلمان من علماء ومفكرى الشعب المصرى غير المنتمين للاحزاب او الحكومة او او….
الحقيقة قلة قليلة جدا. ويجب ان نتساءل لماذا، وماهى الأسباب وكيفية تصحيح ذلك فى اطار مايطلق عليه ديموقراطية وتصويت حر والصندوق وخلافه.
مثل هذه القضية الهامة فى رأيى هو ما أهدف اليه فى التوصل لكيفية تحقيق ذلك وماهو ممكن.
قضية أخرى، هى الأحزاب وتشكيل الحكومة من الأحزاب صاحبة الأغلبية. هل يرى بعضنا ان هناك احزاب تملك الخبرات المطلوبة لتشكيل حكومة جيدة!؟ وهل طريقة تشكيل الحكومات حاليا هى المثلى!؟ وهل هناك طريقة (ممكنة) لتطوير وتحسين طرق اختيار وتشكيل قيادات الدولة!؟
قضية أخرى هى كيفية تطوير الخدمات من صحة وتعليم ونقل وغيرها، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة قوميا واقليميا ودوليا!؟
بلا شك هناك افكار ومفكرين، ولكن للاسف لا نستغلهم ولا نعقد الندوات والمؤتمرات لتأجيج الفكر وتحصيل خبرات علماءنا ومفكرينا، بل كل الاجتماعات مع ممثلى احزاب او حكومة، ونقاش ضيق الاطر محدود الرؤى بدون الاستفادة بدماء وأفكار جديدة!!
هذا ماعنيته، وباختصار التفكير البناء وكيف نتوصل مجتمعيا الى افضل الطرق الممكنة لتوصل الى اقرب مانستطيع وممكن لما نتمناه!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى