المملكة المصرية من المجد إلى حضيض الاضمحلال!!
فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ وعلم المصريات
فقد المصريين بالتدريج بعد عصر “رمسيس الثانى” تلك الملكة الحربية ( ١٢٢٥ / ١٠٩٠ ق . م .) منذ أيام “تحتمس الثالث” و غيره من مؤسسى الدولة الحديثة. فاضطر الملوك فى الدفاع عن بلادهم إلى استخدام الجنود المرتزقة و الأجراء من الأجانب، و ذلك من بوادر الإنحلال في الأمم.
واقتصروا على خطة الدفاع بعد أن كان مأرب الذين من قبلهم توسيع نطاق الدولة و بسط نفوذها على غيرها من البلدان، وياليتهم تمكنوا من مجرد المحافظة عليها. فقد ضعف نفوذ الملك داخليا بسبب أن الكهنة أخذوا شطرا عظيما من الثروة، و قبطوا على جانب كبير من السلطة كما قبضت الجنود المرتزقة على جانب آخر .
و أدى ازدياد قوة الكهنة بالطبع إلى اضمحلال قوة الملك، فاستعانواعلى ذلك بالإكثارمن الجنود المأجورة. وقد كان هؤلاء الجند و الكهنة سببا فى كثير من الحروب التي نشبت فى مصر .
ومن العوامل الخارجية، أن البلاد المجاورة لمصر نمت و ازداد عدد سكانها، فانهالت الغارات على مصر من كل جانب: فهاجمها الليبيون من الغرب وزحف عليها سكان جزائر البحر الأبيض من الشمال و من الشرق أيضأ عن طريق الشام.
و ظهر فى هذا العصر، ملك قوى يدعى ” رمسيس الثالث ” قصى حياته فى رد هؤلاء الأعداء، فتمكن بجده و شدة بأسه بحفظ المملكة من الأخطار و اعادة جانب كبير من مجدها ، لكنه لم يكن حاكما داهيا يقدر ما كان قائدا حربيا محنكا، فقد كان للكهنة نفوذ كبير عليه .
تعرض لحادث اغتيال ” مؤامرة الحريم ” عن طريق قطع حلقه.حيث تورطت زوجة رمسيس الثالث، الملكة تيي وابنها بنتاور، بشكل كبير في هذه المؤامرة لأنه قيل إن تيي أرادت تنصيب ابنها على العرش. . و ذلك كله اكتشف منذ فترة وجيزة.
و لما توفى لم يقدر أخلافه من الملوك الضعاف على صد الطامعين ، فهوت المملكة المصرية إلى حضيض الاضمحلال، بعد أن يلغت من المجد درجة لم تبلغها أمة من قبل.