اعتقال
أحمد خميس | أديب سوري – ألمانيا
_الحزنُ، ووردتان
وكتيباتٌ الجنسِ الرّخيصة
وطاولةُ مخمّسةٌ الأضلاعِ فضيّة
وفتىً
وشهوةُ مراهقٍ
وشمَ البندقيّةَ معبداً
ووردةً
على يدٍ
لمّا تعد يداً
كانتِ الجرودُ خلفَ النافذة
والزجاجُ يعكسُ اشتهاءاتِ المطرْ
والرعدُ من حولنا يجرشُ قمحَ الذاكرة
***
نحيبُ الظلمِ مالحٌ
والعصا ذات المآرب الأخرى
صادرتها مفارز الحرس اللعين
وإلى طوره عاد الكليم.
يشكو لربه
ضنكَ النبوءةِ
فأبرقتْ، وأبرقت سماء الله
لتقسم الجبهة السمراءَ
لاثنتينْ
للحظيرةِ يا ربُّ
بابٌ واحدٌ
وللجحيمِ ألفٌ، ونيّفٌ
أكلتُ رؤوساً
إلى أنْ نبتتْ على عنقي
جماجمٌ ورقاب
وفي فميَ المصلوبِ
أخ لمّا أشدُد به بعد أزري
يركض شمال النهر ميتاً
عذراوات ذاك الشط
عرائس قبرهِ ..
***
هناكَ لا وقتَ للحياةْ
فالوقتُ كلهُ للموتِ
نتدلى كمصابيحَ تالفةٍ
عراةٌ كالأمنيات
كخيوط نورٍ بمخابز الجدات
***
في نقطةِ العنايةِ المركزة
أمامَ المرحاضِ الثالثِ والأخيرْ
جثةٌ كفرسِ النهرِ صامتةً
صمتَ العبيدْ
لكنني اسمعُ صوت القتيلِ
يا لصوت القتيل!!
***
في الليلِ
حيثُ الليل دائماً
وعلى بلاطتي الملكيّةَ
أنامُ القُرفصاء
فتزورني أمّي، وخبز صاجٍ
وقارورةُ ماء يداعبها الندى
في الليلِ حيث الليلُ دائماً
تهبطُ علينا السماءُ كلُّها
بنجومِها كلِّها
وقمرُها الناصعِ
كخدِّ سعادْ
نصنعُ يا ربّ الأنبياءِ
حراباً مسنونة ورماحْ
ونكتبُ على جذع النخلة
نخلة أمه فكان المسيح
نكتبُ
بالخط المميت
بكحل الهاربات
تباً يا وطن الجياع …